صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (3)

{ إنك لمن المرسلين . على صراط مستقيم } أي على طريقة مستقيمة .

واعلم أن الأقسام الواقعة في القرآن وإن وردت في صورة تأكيد المحلوف عليه ، إلا إن المقصود الأصلي بها تعظيم المقسم به ؛ لما فيه من الدلالة على اتصافه تعالى بصفات الكمال ، أو على أفعاله العجيبة ، أو على قدرته الباهرة . فيكون المقصود من الحلف الاستدلال به على عظم المحلوف عليه ، وهو هنا عظم شأن الرسالة . كأنه قيل : إن من أنزل القرآن – وهو ما هو في عظم شأنه – هو الذي أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه سلم ومثل ذلك يقال في الأقسام التي في السور الآتية .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (3)

{ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } هذا المقسم عليه ، وهو رسالة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وإنك من جملة المرسلين ، فلست ببدع من الرسل ، وأيضا فجئت بما جاء به الرسل من الأصول الدينية ، وأيضا فمن تأمل أحوال{[749]}  المرسلين وأوصافهم ، وعرف الفرق بينهم وبين غيرهم ، عرف أنك من خيار المرسلين ، بما فيك من الصفات الكاملة ، والأخلاق الفاضلة .

ولا يخفى ما بين المقسم به ، وهو القرآن الحكيم ، وبين المقسم عليه ، [ وهو ] رسالة الرسول محمد صلى اللّه عليه وسلم ، من الاتصال ، وأنه لو لم يكن لرسالته دليل ولا شاهد إلا هذا القرآن الحكيم ، لكفى به دليلا وشاهدا على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، بل القرآن العظيم أقوى الأدلة المتصلة المستمرة على رسالة الرسول ، فأدلة القرآن كلها أدلة لرسالة محمد صلى اللّه عليه وسلم .


[749]:- كذا في ب، وفي أ: أصول.