الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ} (72)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ينذرونهم العذاب.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ولقد أرسلنا في الأمم التي خلت من قبل أمتك، ومن قبل قومك المكذّبيك منذرين تنذرهم بأسنا على كفرهم بنا، فكذّبوهم ولم يقبلوا منهم نصائحهم، فأحللنا بهم بأسنا وعقوبتنا.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم أقسم أنه أرسل فيهم منذرين من الأنبياء والرسل يخوفونهم بالله ويحذرونهم معاصيه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{مُّنذِرِينَ} أنبياء حذروهم العواقب.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان ربما ظن أنه لعدم الرسل، نفى ذلك بقوله مؤكداً لنحو ذلك: {ولقد أرسلنا} أي على ما لنا من العظمة التي توجب الإتيان بما لا ريب فيه من البيان.

{فيهم منذرين} فأنذروهم بأس الله وبينوا لهم أحسن البيان، ومع ذلك فغلب عليهم الضلال، وعناد أهل الحق بالمحال، حتى أهلكهم الله بما له من شديد المجال.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

أنبياءَ أولي عددٍ كثيرٍ وذوي شأنٍ خطيرٍ؛ بيَّنوا لهم بُطلانَ ما هم عليه وأنذرُوهم عاقبته الوَخِيمَةِ، وتكريرُ القَسَمِ لإبراز كمالِ الاعتناء بتحقيقِ مضمونِ كلَ من الجملتين.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

أكملت العلة والتسلية والعبرة بقوله: {ولقد أرسلنا فيهم مُنذرين} أي رسلاً ينذرونهم، أي يحذرونهم ما سَيحل بهم مثل ما أرسلناك إلى هؤلاء.

وخصّ المرسلين بوصف المنذرين لمناسبة حال المتحدث عنهم وأمثالهم.

وضمير {فِيهِم} راجع إلى {الأوَّلِينَ} أي أرسلنا في الأول منذِرين فاهتدى قليل وضلّ أكثرهم.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

يعني: لم نتركهم على غفلتهم، بل أرسلنا إليهم الرسل تنذرهم وتحذرهم.

وقلنا: إن في ذات النفس البشرية مناعات ذاتية، تعصم صاحبها من المعصية ومن الزَّلل، حتى لو كان منفرداً عن الناس، فإنْ ضعُفَتْ عنده هذه المناعة فخالف منهج الله تلومه النفس اللوَّامة الأوَّابة، فتؤنبه حتى يتوب ويرجع، فإنْ ألفَ المعصية وضعُفَتْ عنده النفس اللوَّامة، ولم يَعُد له رادع من ذات نفسه رَدَعَه المجتمعُ الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، المجتمع الناصح الذي يقيم بين أفراده قوله تعالى:

{وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ} [العصر: 3].

وفَرْق بين: وصُّوا وتواصَوْا، تواصَوْا يعني: يُوصِي بعضكم بعضاً، ففيها تفاعل بين أفراد المجتمع؛ لأن المجتمعَ حتى المؤمن المتدين يتفاوتُ الناسُ فيه من حيث الاستقامة وتطبيق المنهج، ولا بُدَّ أنْ يُوجَد في المجتمع مَنْ يضعُف فيشذّ، أو تصيبه غفلة، فيجد مَنْ يُردعه، ويجد مَنْ يُذكِّره حتى يعودَ إلى الجادة.

فإذا فُقِد الرادع من المجتمع، وعَمَّ الفساد المجتمع قلنا: تدخلتْ السماء برسول جديد ومنهج جديد.

نحن نعرف أن الرسول يأتي بشيراً ونذيراً. لكن الحق سبحانه هنا خَصَّ الإنذار {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ} لماذا؟ قالوا: لأن دَرْءَ المفسدة مُقدَّم على جَلْب المنفعة، وقلنا لتوضيح هذه المسألة: لو أن شخصاً يرمي لك تفاحة مثلاً، وآخر يرميك بحجر لا شكَّ أنك ستدفع الحجرَ عن نفسك أولاً.