التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ} (72)

أكملت العلة والتسلية والعبرة بقوله : { ولقد أرسلنا فيهم مُنذرين } أي رسلاً ينذرونهم ، أي يحذرونهم ما سَيحل بهم مثل ما أرسلناك إلى هؤلاء . وخصّ المرسلين بوصف المنذرين لمناسبة حال المتحدث عنهم وأمثالهم . وضمير { فِيهِم } راجع إلى { الأوَّلِينَ ، } أي أرسلنا في الأول منذِرين فاهتدى قليل وضلّ أكثرهم .

وفرّع على هذا التوجيه الخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ترشيحاً لما في الكلام السابق من جانب التسلية والتثبيت مع التعريض بالكلام لتهديد المشركين بذلك ، ويجوز أن يكون الخطاب لكل من يسمع القرآن فشمل النبي صلى الله عليه وسلم .