المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

19 - إن الإنسان طُبع على الهلع ، شديد الجزع والسخط إذا مسه المكروه والعسر ، شديد المنع والحرمان إذا أصابه الخير واليسر ، إلا المصلين ، الذين هم دائمون على صلاتهم فلا يتركونها في وقت من الأوقات ، فإن الله يعصمهم ويوفقهم إلى الخير .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

ثم استثنى فقال :{ إلا المصلين } استثنى الجمع من الواحد ، لأن الإنسان في معنى الجمع .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

ثم قال : { إِلا الْمُصَلِّينَ } أي : الإنسان من حيث هو متصف بصفات الذم إلا من عصمه الله ووفقه ، وهداه إلى الخير ويسر له أسبابه ، وهم المصلون { الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ }

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ} (22)

استثناء منقطع ناشىء عن الوعيد المبتدأ به من قوله : { يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ } [ المعارج : 11 ] الآية .

فالمعنى على الاستدراك . والتقدير : لكن المصلين الموصوفين بكَيْت وكَيْتتِ أولئك في جنات مكرمون .

فجملة { أولئك في جنات مكرمون } حيث وقعت بعد { إلاَّ } المنقطعة وهي بمعنى ( لكنَّ ) فلها حكم الجملة المخبر بها عن اسم ( لكنَّ ) المشددة أو عن المبتدأ الواقع بعد ( لكنْ ) المخففة وهو ما حققه الدماميني ، وإن كان ابن هشام رأى عدّ الجملة بعد الاستثناء المنقطع في عداد الجمل التي لا محلّ لها من الإِعراب .

والكلام استئناف بياني لمقابلة أحوال المؤمنين بأحوال الكافرين ، ووعدهم بوعيدهم على عادة القرآن في أمثال هذه المقابلة .

وهذه صفات ثمان هي من شعار المسلمين ، فعدل عن إحضارهم بوصف المسلمين إلى تعداد خصال من خصالهم إطناباً في الثناء عليهم لأن مقام الثناء مقام إطناب ، وتنبيهاً على أن كلّ صلة من هذه الصلات الثمان هي من أسباب الكون في الجنات .

وهذه الصفات لا يشاركهم المشركون في معظمها بالمرة ، وبعضها قد يتصف به المشركون ولكنهم لا يراعونه حق مراعاته باطراد ، وذلك حفظ الأمانات والعهد ، فالمشرك يحفظ الأمانة والعهد اتقاء مذمة الخيانة والغدْر ، ومع أحلافه دون أعدائِه ، والمشرك يشهد بالصدق إذا لم يكن له هوى في الكذب ، وإذا خشي أن يوصم بالكذب . وقد غدر المشركون بالمسلمين في عدة حوادث ، وغدر بعضهم بعضاً ، فلو علم المشرك أنه لا يطلع على كذبه وكان له هوى لم يؤد الشهادة .