المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (56)

56- وليس عليك - أيها النبي - إلا تبليغ ما أرسلت به ، وتبشير المؤمنين بالجنة ، وتخويف الكافرين ما سيلقونه ، وليس عليك بعد ذلك شيء تطالب به .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (56)

قوله تعالى : { وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً } أي : منذراً .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (56)

45

( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا . قل : ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا . وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده ، وكفى به بذنوب عباده خبيرا ) . .

وبهذا يحدد واجب الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وهو التبشير والإنذار . ولم يكن بعد مأمورا بقتال المشركين وهو في مكة لضمان حرية التبشير والإنذار كما أمر به بعد ذلك في المدينة . وذلك لحكمة يعلمها الله . نحدس منها أنه كان في هذه الفترة يعد الرجال الذين ترتكز إليهم هذه العقيدة الجديدة ، وتعيش في نفوسهم ، وتترجم في حياتهم ، وتتمثل في سلوكهم ، لكي يكونوا نواة المجتمع المسلم الذي يحكمه الإسلام ويهيمن عليه . ولكي لا يدخل في خصومات وثارات دموية تصد قريشا عن الإسلام ، وتغلق قلوبهم دونه ؛ والله يقدر أنهم سيدخلون فيه بعضهم قبل الهجرة وسائرهم بعد الفتح ، ويكون منهم نواة صلبة للعقيدة الخالدة بإذن الله .

على أن لب الرسالة بقي في المدينة كما كان في مكة هو التبشير والإنذار . إنما جعل القتال لإزالة الموانع المادية دون حرية الدعوة ، ولحماية المؤمنين حتى لا تكون فتنة ؛ فالنص صادق في مكة وفي المدينة على السواء : ( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) . .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (56)

لما أفضى الكلامُ بأفانين انتقالاته إلى التعجيب من استمرارهم على أن يعبدوا ما لا يضرهم ولا ينفعهم أُعقب بما يومىء إلى استمرارهم على تكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم في دعوى الرسالة بنسبة ما بلغه إليهم إلى الإفك ، وأنه أساطير الأولين ، وأنه سِحر ، فأبطلت دعاويهم كلها بوصف النبي بأنه مرسل من الله ، وقصره على صفتي التبشير والنذارة . وهذا الكلام الوارد في الردّ عليهم جامع بين إبطال إنكارهم لرسالته وبين تأنيس الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه ليس بمضلّ ولكنه مُبشّر ونذير . وفيه تعريض بأن لا يحزن لتكذيبهم إياه .

ثم أمره بأن يخاطبهم بأنه غير طامع من دعوتهم في أن يعتز باتِّباعهم إياه حتى يحسبوا أنهم إن أعرضوا عنه فقد بلغوا من النكاية به أملهم ، بل ما عليه إلا التبليغ بالتبشير والنذارة لفائدتهم لا يريد منهم الجزاء على عمله ذلك .