معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ} (2)

{ والسماء ذات البروج . واليوم الموعود } هو يوم القيامة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ} (2)

( واليوم الموعود ) . . وهو يوم الفصل في أحداث الدنيا ، وتصفية حساب الأرض وما كان فيها . وهو الموعود الذي وعد الله بمجيئه ، ووعد بالحساب والجزاء فيه ؛ وأمهل المتخاصمين والمتقاضين إليه . وهو اليوم العظيم الذي تتطلع إليه الخلائق ، وتترقبه لترى كيف تصير الأمور .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ} (2)

وقوله : { وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } اختلف المفسرون في ذلك ، وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي{[29906]} حدثنا عُبَيد الله - يعني ابن موسى - حدثنا موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ } يوم القيامة { وَشَاهِدٍ } يوم الجمعة . وما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة ، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه ، ولا يستعيذ فيها من شر إلا أعاذه ، { وَمَشْهُودٍ } يوم عرفة " {[29907]} .

وهكذا روى هذا الحديث ابن خُزَيمة ، من طرق عن موسى بن عُبَيدة الربذي - وهو ضعيف الحديث - وقد روي موقوفا على أبي هريرة ، وهو أشبه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد ، حدثنا شعبة ، سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عن عمار - مولى بني هاشم - عن أبي هريرة - أما عليّ فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما يونس فلم يَعْدُ أبا هريرة - أنه قال في هذه الآية : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : يعني الشاهدَ يومُ الجمعة ، ويوم مشهود يوم القيامة{[29908]} .

وقال أحمد أيضا : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يونس ، سمعت عمارًا - مولى بني هاشم - يحدث عن أبي هريرة وأنه قال في هذه الآية : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ، والموعود يوم القيامة{[29909]} .

وقد رُوي عن أبي هريرة أنه قال : اليوم الموعود يوم القيامة . وكذلك قال الحسن ، وقتادة ، وابن زيد . ولم أرهم يختلفون في ذلك ، ولله الحمد .

ثم قال ابن جرير : حدثنا محمد بن عوف ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي ، حدثنا ضَمْضَم بن زُرْعَة ، عن شُرَيح بن{[29910]} عبيد ، عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اليوم الموعود يوم القيامة ، وإن الشاهد يوم الجمعة ، وإن المشهود يوم عرفة ، ويوم الجمعة ذخره الله لنا " {[29911]} .

ثم قال ابن جرير : حدثنا سهل بن موسى الرازي ، حدثنا ابن أبي فُدَيْك ، عن ابن حرملة ، عن سعيد بن المسَيَّب أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن سيد الأيام يوم الجمعة ، وهو الشاهدُ ، والمشهود يوم عرفة " {[29912]} .

وهذا مرسل من مراسيل سعيد بن المسيَّب ، ثم قال ابن جرير :

حدثنا أبو كُرَيْب ، حدثنا وكيع ، عن شعبة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف المكي ، عن ابن عباس قال : الشاهد هو محمد صلى الله عليه وسلم ، والمشهود يوم القيامة ، ثم قرأ : { ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } {[29913]} [ هود : 103 ] .

وحدثنا ابن حميد ، حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن شباك قال : سأل رجل الحسن بن علي عن : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : سألت أحدًا قبلي ؟ قال : نعم ، سألت ابن عمر وابن الزبير ، فقالا يوم الذبح ويوم الجمعة . فقال : لا ولكن الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم . ثم قرأ : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا } [ النساء : 41 ] ، والمشهود يوم القيامة ، ثم قرأ : { ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } {[29914]} .

وهكذا قال الحسن البصري . وقال سفيان الثوري ، عن ابن حرملة ، عن سعيد بن المسيب : { وَمَشْهُودٍ } يوم القيامة .

وقال مجاهد ، وعكرمة ، والضحاك : الشاهد : ابن آدم ، والمشهود : يوم القيامة .

وعن عكرمة أيضا : الشاهد : محمد صلى الله عليه وسلم ، والمشهود : يوم الجمعة .

[ وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الشاهد : الله ، والمشهود : يوم القيامة ]{[29915]} .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن ، حدثنا سفيان ، عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : الشاهد : الإنسان . والمشهود : يوم الجمعة . هكذا رواه ابن أبي حاتم .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مِهْران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } الشاهد : يوم عرفة ، والمشهود : يوم القيامة .

وبه عن سفيان - هو الثوري - عن مغيرة ، عن إبراهيم قال : يوم الذبح ، ويوم عرفة ، يعني الشاهد والمشهود .

قال ابن جرير : وقال آخرون : المشهود يوم الجمعة . ورووا في ذلك ما حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، حدثني عمي عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أيمن ، عن عبادة بن نُسَيّ ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة ، فإنه يوم مشهود ، تشهده الملائكة " {[29916]} .

وعن سعيد بن جبير : الشاهد : الله ، وتلا { وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } [ النساء : 79 ] ، والمشهود :

نحن . حكاه البغوي ، وقال : الأكثرون على أن الشاهد : يوم الجمعة ، والمشهود : يوم عرفة .


[29906]:- (1) في أ: "المقرئ".
[29907]:- (2) ورواه الترمذي في السنن برقم (3339) من طريق روح بن عبادة وعبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة به نحوه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره".
[29908]:- (3) المسند (2/298) ووقع فيه: "يعني الشاهد يوم عرفة، والموعود يوم القيامة".
[29909]:- (4) المسند (2/298، 299).
[29910]:- (5) في أ: "عن".
[29911]:- (6) تفسير الطبري (30/82) ورواه الطبراني في المعجم الكبير (3/298) عن هاشم بن مرثد، عن محمد بن إسماعيل به، وفيه ضعف وانقطاع، وقد تقدم هذا الإسناد مرارا.
[29912]:- (7) تفسير الطبري (30/82).
[29913]:- (1) تفسير الطبري (30/83).
[29914]:- (2) تفسير الطبري (30/83).
[29915]:- (3) زيادة من م، أ، والطبري.
[29916]:- (4) تفسير الطبري (30/84).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ} (2)

واليوم الموعود يوم القيامة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ} (2)

{ واليوم الموعود } هو يوم القيامة باتفاق ، قاله النبي صلى الله عليه وسلم{[11719]} ، ومعناه : الموعود به


[11719]:أخرج عبد بن حميد، والترمذي، وابن أبي الدنيا في الأصول، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، ولبن مردويه، والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ بشيء إلا أعاذه الله منه)، قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة الربذي، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره من قبل حفظه، وقال ابن كبير: "روى هذا الحديث ابن خزيمة من طرق عن موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف، وقد روي موقوفا على أبي هريرة، وهو أشبه". كذلك قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" عن موسى بن عبيدة: إنه ضعيف.
   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ} (2)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: وأُقسِم باليوم الذي وعدته عبادي، لفصل القضاء بينهم، وذلك يوم القيامة...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قيل: هو يوم القيامة، يسمى موعودا لما وعد من جمع الأولين والآخرين في ذلك اليوم ثم أقسم بذلك اليوم، وإن كانوا منكرين له لما قرره عليهم بالحجج، وألزمهم القول به.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

وهو يوم القيامة بالاتفاق...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ يوم القيامة، وَشَاهِدٍ يوم الجمعة. وما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه، ولا يستعيذ فيها من شر إلا أعاذه، وَمَشْهُودٍ يوم عرفة". وهكذا روى هذا الحديث ابن خُزَيمة، من طرق عن موسى بن عُبَيدة الربذي -وهو ضعيف الحديث- وقد روي موقوفا على أبي هريرة، وهو أشبه...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كانت هذه الجملة من القسم دالة على البعث قال تصريحاً: {واليوم الموعود} أي يوم القيامة الذي تحقق الوعد به وثبت ثبوتاً لا بد منه بما دل عليه من قدرتنا في مخلوقاتنا وأنا سببنا له أسباباً هي عتيدة لديكم وأنتم لا ترونها ولا تحسون شيئاً منها ولم تبينها لكم الرسل لقصور عقولكم عنها بأكثر من الدلالة بالأسباب التي ألفتموها على مثلها من غير فرق غير أنه وإن كان العقل لا يستقل به ولا يفقه منه غير السماء للوعد به من الرسل فهو لا يحيله بعد سماعه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(واليوم الموعود).. وهو يوم الفصل في أحداث الدنيا، وتصفية حساب الأرض وما كان فيها. وهو الموعود الذي وعد الله بمجيئه، ووعد بالحساب والجزاء فيه؛ وأمهل المتخاصمين والمتقاضين إليه. وهو اليوم العظيم الذي تتطلع إليه الخلائق، وتترقبه لترى كيف تصير الأمور.