المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (42)

42- قال فرعون : نعم لكم ما ذكرتم ، ومع هذا الأجر العظيم تكونون من المقربين لديّ ، ومن أصحاب الجاه والسلطان .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (42)

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (42)

{ قَالَ نَعَمْ } لكم أجر وثواب { وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } عندي ، وعدهم الأجر والقربة منه ، ليزداد نشاطهم ، ويأتوا بكل مقدورهم في معارضة ما جاء به موسى .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (42)

ذكر [ الله ]{[21712]} تعالى هذه المناظرة الفعلية بين موسى والقبط في " سورة الأعراف " وفي " سورة طه " وفي هذه السورة : وذلك أن القبط أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، فأبى{[21713]} الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون . وهذا شأن الكفر والإيمان ، ما تواجها وتقابلا إلا غلبه الإيمان ، { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } [ الأنبياء : 18 ] ، { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } [ الإسراء : 81 ] ، ولهذا لما جاء السحرة ، وقد جمعوهم من أقاليم بلاد مصر ، وكانوا إذ ذاك أسحر الناس وأصنعهم وأشدهم تخييلا في ذلك ، وكان السحرة جمعًا كثيرًا ، وجمًا غفيرًا ، قيل : كانوا اثني عشر ألفًا . وقيل : خمسة عشر ألفًا . وقيل : سبعة عشر ألفًا وقيل : تسعة عشر ألفًا . وقيل : بضعة وثلاثين ألفًا . وقيل : ثمانين ألفًا . وقيل غير ذلك ، والله أعلم بعدتهم .

قال ابن إسحاق : وكان أمرهم راجعًا إلى أربعة منهم وهم رؤساؤهم : وهم : ساتور وعازور{[21714]} وحطحط{[21715]} ويصقى .

واجتهد{[21716]} الناس في الاجتماع ذلك اليوم ، وقال قائلهم : { لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ [ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ] }{[21717]} ، ولم يقولوا : نتبع الحق سواء كان من السحرة أو من موسى ، بل الرعية على دين ملكهم . { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ } أي : إلى مجلس فرعون وقد ضرب له وطاقا ، وجمع حشمه وخدمه [ وأمراءه ]{[21718]} ووزراءه ورؤساء دولته وجنود مملكته ، فقام السحرة بين يدي فرعون{[21719]} يطلبون منه الإحسان إليهم والتقرب إليه إن غلبوا ، أي : هذا الذي جمعتنا من أجله ، فقالوا : { أَئِنَّ لَنَا لأجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } أي : وأخص مما تطلبون أجعلكم من المقربين عندي وجلسائي . فعادوا إلى مقام المناظرة { قَالُوا{[21720]} يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا } [ طه : 65 ، 66 ] ، وقد اختصر هذا هاهنا فقال لهم موسى : { أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ } ، وهذا كما يقوله الجهلة من العوام إذا فعلوا شيئا : هذا بثواب فلان . وقد ذكر الله في سورة الأعراف : أنهم { سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } [ الأعراف : 116 ] ، وقال في " سورة طه " : { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } [ طه : 66 ، 69 ] .

وقال هاهنا : { فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } أي : تختطفه{[21721]} وتجمعه من كل بقعة وتبتلعه فلم تدع منه شيئا .

قال تعالى : { فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ . وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ . قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ } [ الأعراف : 118 - 122 ] وكان هذا أمرا عظيما جدًا ، وبرهانًا قاطعًا للعذر وحجة دامغة ، وذلك أن الذين استنصر بهم وطلب منهم أن يغلبوا ، قد غلبوا وخضعوا وآمنوا بموسى في الساعة الراهنة ، وسجدوا لله رب العالمين ، الذي أرسل موسى وهارون بالحق وبالمعجزة الباهرة ، فَغُلِبَ فرعون غَلبًا لم يشاهد العالم مثله ، وكان وقحًا جريئًا عليه لعنة الله ، فعدل إلى المكابرة والعناد ودعوى الباطل ، فشرع يتهددهم ويتوعدهم ، ويقول : { إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ } [ طه : 71 ] ، وقال : { إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [ الأعراف : 123 ] .


[21712]:- زيادة من ف ، أ.
[21713]:- في ف ، أ : "فيأبى".
[21714]:- في ف ، أ : "وعادون".
[21715]:- في أ. "وحطحة".
[21716]:- في أ : "وحشر".
[21717]:- زيادة من ف.
[21718]:- زيادة من أ.
[21719]:- في ف ، أ : "بين يديه".
[21720]:- في أ : "فقالوا" وهو خطأ.
[21721]:- في ف ، أ : "تخطفه".

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (42)

{ فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجر إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين } التزم لهم الأجر والقربة عنده زيادة عليه إن أغلبوا فإذا على ما يقتضيه من الجواب والجزاء ، وقرىء { نعم } بالكسر وهما لغتان .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (42)

وقرأ عيسى «نعِم » بكسر العين ، والتقريب الذي وعدهم به فرعون هو الجاه الزائد على العطاء الذي طلبوه والقرب من الملك الذي كان عندهم إلههم ، واختلف الناس في عدد السحرة ، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم ، وكانوا مجموعين من مدائن مصر ريف النيل وهي كانت بلاد السحر الفرماء وأنصناء وغير ذلك ومعظمهم كان من الفرماء ، والحبال والعصي كانت أوقار إبل{[8925]} .


[8925]:الأوقار: جمع وقر وهو الحمل الثقيل- يقول: إن العصي كانت من الكثرة بحيث لا تحملها إلا الإبل الكثيرة.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (42)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال} فرعون: {نعم} لكم الجعل {وإنكم إذا لمن المقربين} عندي في المنزلة سوى الجعل.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قالَ فرعون لهم "نَعَمْ "لكم الأجر على ذلك "وَإنّكُمْ لَمِنَ المُقَرّبِينَ" منا.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

قال فرعون: {وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}، ومَنْ طَلَبَ القربةَ عند مخلوقٍ فإنَّ ما يصل إليه من الذُّلِّ يزيد على ما أمَّله من العِزِّ في ذلك التَقَرُّب.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

فبذل لهم ذلك وأكده بقوله: {وإنكم إذا لمن المقربين} لأن نهاية مطلوبهم منه البذل ورفع المنزلة فبذل كلا الأمرين.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وها هم أولاء يستوثقون من الجزاء على تعبهم ولعبهم وبراعتهم في الخداع. وها هو ذا فرعون يعدهم بما هو أكثر من الأجر. يعدهم أن يكونوا من المقربين إليه. وهو بزعمه الملك والإله!

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

سؤالهم عن استحقاق الأجر إدلال بخِبرتهم وبالحاجة إليهم إذ علموا أن فرعون شديد الحرص على أن يكونوا غالبين،وخافوا أن يُسَخِّرهم فرعون بدون أجر فشرطوا أجرهم من قبل الشروع في العمل ليقيدوه بوعده..

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

هنا يتنازل فرعون عن تعاليه وكبريائه ويذعن لشروط سحرته، بل ويزيدهم فوق ما طلبوا {وإنكم إذا لمن المقربين} فسوف تكونون من خاصتنا، نستعين بكم في مثل هذه الأمور، ولا نستغني عنكم؛ لأنكم الذين حافظتم على باطل ألوهيتنا..

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وكان فرعون قلقاً مضطرب البال، لأنّه في طريق مسدود، وكان مستعدّاً لأن يمنح السحرة أقصى الامتيازات، لذلك فقد أجابهم بالرضا و (قال نعم وإنّكم إذاً لمن المقرّبين). اي إن فرعون قال لهم: ما الذي تريدون وتبتغون؟! المال أم الجاه، فكلاهما تحت يديّ!... وهذا التعبير يدلُّ على أن التقرب من فرعون في ذلك المحيط كان مهمّاً إلى درجة قصوى! بحيث يذكره فرعون للسحرة ويعدّه أجراً عظيماً، وفي الحقيقة لا أجر أعظم من أن يصل الإنسان إلى مقربة من القدرة المطلوبة!... فإذا كان الضالّون يعدّون التقرب من فرعون أعظم أجرا، فإنّ عباد الله لا يرون أجراً أعظم من التقرب إلى الله تعالى حتى الجنّة بما فيها من النعيم المقيم لا تقاس بنظرة من وجهه الكريم لهم!... ولذلك فإنّ الشهداء في سبيل الله الذين ينبغي أن ينالوا أعظم الأجر لإيثارهم الكبير، ينالون التقرب من الله بشهادة القرآن! والتعبير القرآني (عند ربّهم) شاهد بليغ على هذه الحقيقة!... وكذلك فإنّ المؤمن السليم القلب حين يؤدي العبادة لله، يؤديها بهدف «قربة إلى الله»..