القول في تأويل قوله تعالى : { رَبّ نّجِنِي وَأَهْلِي مِمّا يَعْمَلُونَ * فَنَجّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلاّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ } .
يقول تعالى ذكره : فاستغاث لوط حين توعده قومه بالإخراج من بلدهم إن هو لم ينته عن نهيهم عن ركوب الفاحشة ، فقال رَبّ نَجّنِي وَأهْلِي من عقوبتك إياهم على ما يعملون من إتيان الذكران فَنَجّيْنَاهُ وَأهْلَهُ من عقوبتنا التي عاقبنا بها قوم لوط أجَمعينَ إلاّ عَجُوزا فِي الغابِرِينَ يعني في الباقين ، لطول مرور السنين عليها ، فصارت هَرِمة ، فإنها أهْلِكت من بين أهل لوط ، لأنها كانت تدلّ قومها على الأضياف . وقد قيل : إنما قيل من الغابرين لأنها لم تهلك مع قومها في قريتهم ، وأنها إنما أصابها الحجر بعد ما خرجت عن قريتهم مع لوط وابنتيه ، فكانت من الغابرين بعد قومها ، ثم أهلكها الله بما أمطر على بقايا قوم لوط من الحجارة ، وقد بيّنا ذلك فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{رب نجني وأهلي مما يعملون} من الخبائث.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: فاستغاث لوط حين توعده قومه بالإخراج من بلدهم إن هو لم ينته عن نهيهم عن ركوب الفاحشة، فقال "رَبّ نَجّنِي وَأهْلِي "من عقوبتك إياهم على ما يعملون من إتيان الذكران. "فَنَجّيْنَاهُ وَأهْلَهُ" من عقوبتنا التي عاقبنا بها قوم لوط "أجَمعينَ إلاّ عَجُوزا فِي الغابِرِينَ" يعني في الباقين، لطول مرور السنين عليها، فصارت هَرِمة، فإنها أهْلِكت من بين أهل لوط، لأنها كانت تدلّ قومها على الأضياف. وقد قيل: إنما قيل من الغابرين لأنها لم تهلك مع قومها في قريتهم، وأنها إنما أصابها الحجر بعد ما خرجت عن قريتهم مع لوط وابنتيه، فكانت من الغابرين بعد قومها، ثم أهلكها الله بما أمطر على بقايا قوم لوط من الحجارة، وقد بيّنا ذلك فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
هذا يحتمل وجوها: أحدهما: رب نجني وأهلي من عذاب ما يعملون وجزائه. [والثاني]: رب نجني وأهلي من عمل ما يعملون من الخبائث كقول إبراهيم: واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم: 35]. [والثالث]: رب نجني وأهلي من رؤية ما يعملون ومعاينته.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
" رب نجني وأهلي مما يعملون "من عذاب عملهم. دعا الله لما أيس من إيمانهم ألا يصيبه من عذابهم.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما بادأهم بمثل هذا الذي من شأنه الإفضاء إلى الشر، أقبل على من يفعل ذلك لأجله، وهو القادر على كل شيء العالم بكل شيء، فقال: {رب نجني وأهلي مما} أي من الجزاء الذي يلحقهم لما {يعملون}.
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
{رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ} من فعله وعقوبته فاستجاب الله له.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ثم يتوجه إلى ربه بالدعاء أن ينجيه من هذا البلاء هو وأهله: (رب نجني وأهلي مما يعملون).. وهو لا يعمل عملهم؛ ولكنه يحس بفطرته الصادقة أنه عمل مرد مهلك. و هو فيهم. فهو يتوجه إلى ربه أن ينجيه وأهله مما سيأخذ به قومه من التدمير.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
أقبل على الدعاء إلى الله أن ينجيه وأهله مما يعمَل قومُه، أي من عذاب ما يعملونه فلا بدّ من تقدير مضاف كما دل عليه قوله: {فنجيناه}. ولا يحسن جعل المعنى: نجّني من أن أعمل عملهم..
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.