إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{رَبِّ نَجِّنِي وَأَهۡلِي مِمَّا يَعۡمَلُونَ} (169)

{ قَالَ إِنّي لِعَمَلِكُمْ مّنَ القالين } أي من المُبغضين غايةَ البغضِ كأنه يقْلى الفؤادَ والكبدَ لشدَّتِه وهو أبلغُ من أنْ يُقال إنِّي لعملِكم قالٍ لدلالتِه على أنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ من زُمرةِ الرَّاسخين في بغضِه المشهورينَ في قِلاه ، ولعلَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أراد إظهارَ الكراهة في مُساكنتِهم والرَّغبةِ في الخلاصِ من سوءِ جوارهم ولذلك أعرضَ عن محاورتِهم وتوجَّه إلى الله تعالى قائلاً { رَبّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ }

{ رَبّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ } أي من شؤمِ عملهم وغائلتِه .