روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{رَبِّ نَجِّنِي وَأَهۡلِي مِمَّا يَعۡمَلُونَ} (169)

{ رَبّ نَّجِنِى وَأَهْلِى مِمَّا يَعْمَلُونَ } أي من شؤم عملهم أو الذي يعملونه وعذابه الدنيوي . وقيل : يحتمل أن يكون دعاء بالنجاة من التلبس بمثل عملهم وهو بالنسبة إلى الأهل دونه عليه السلام إذ لا يخشى تلبسه بذلك لمكان العصمة . واعتراض بأن العذاب كذلك إذ لا يعذب من لم يجن وفيه منع ظاهر . كيف وقد قال سبحانه : { واتقوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الذين ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً } [ الأنفال : 25 ] . وقيل : قد يدعو المعصوم بالحفظ عن الوقوع فيما عصم عنه كما يدل عليه قوله تعالى : حكاية عن إبراهيم عليه السلام : { واجنبنى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الاصنام } [ إبراهيم : 35 ] وهو مسلم إلا أن الظاهر أن المراد النجاة مما ينالهم بسبب عملهم من العذاب الدنيوي . ويؤيده ظاهر قوله تعالى : { فنجيناه وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزاً فِى الغابرين } .