( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) أي : يعلوها ويغشاها{[29729]} قترة ، أي : سواد .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا سهل بن عثمان العسكري ، حدثنا أبو علي محمد مولى جعفر بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يلجم الكافرَ العرقُ ثم تقع الغُبْرة على وجوههم " . قال : فهو قوله : ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ){[29730]} .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
ووجوه وهي وجوه الكفار يومئذٍ عليها غبرة..." تَرْهَقُها قَترَةٌ "يقول: يغشى تلك الوجوه قَتَرة، وهي الغَبَرة... عن ابن عباس، قوله: "تَرْهَقُها قَترَةٌ" يقول: تغشاها ذلة... قال ابن زيد، في قوله: "تَرْهَقُها قَترَةٌ" قال: هذه وجوه أهل النار قال: والقَتَرة من الغَبَرة، قال: وهما واحد، قال: فأما في الدنيا فإن القترة: ما ارتفع، فلحق بالسماء، ورفعته الريح، تسميه العرب القترة، وما كان أسفل في الأرض فهو الغبرة.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
قالوا: هذا أول تغير يظهر في وجوههم، كأنما علاها الغبار، ثم تسود ثم تطمس، وترد على أدبارها كما قال: {من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها} [النساء: 47]...
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
أحدهما: أنه غبار جعل شيناً لهم ليتميزوا به فيعرفوا.
الثاني: أنه كناية عن كمد وجوههم بالحزن حتى صارت كالغبرة...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
أي يكون على تلك الوجوه غبار وجمعه غبرة (ترهقها) أي تغشاها (قترة) وهي ظلمة الدخان، ومنه قترة الصائد موضعه الذي يدخن فيه للتدفي به...
تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :
سواد وكآبة مما يشاهدونه من الغم والهم...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
و {ترهقها} معناه تلح عليها، و «القترة» الغبار و «الغبرة» الأولى إنما هي العبوس والهم كما يرى على وجه المهموم والميت والمريض شبه الغبار، وأما «القترة» فغبار الأرض...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما ذكر أهل السعادة الذين هم المقبلون على الخير المصابون في أنفسهم بما يكفر سيئاتهم ويعلي درجاتهم، ذكر أضدادهم فقال تعالى: {ووجوه} وأكد بإعادة الظرف لإزالة الشبهة فقال: {يومئذ} أي- إذ وجد ما ذكر {عليها} أي ملاصقة لها مع الغلبة والعلو {غبرة} أي اربداد وكأنه بحيث يصير كأنه قد علاها غبار وهي عابسة حذرة وجلة منذعرة، وذلك مما يلحقها من المشقات وكثرة الزحام مع رعب الفؤاد، وتذكر ما هي صائرة إليه من الأنكاد الشداد...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
فأما هذه فتعلوها غبرة الحزن والحسرة، ويغشاها سواد الذل والانقباض. وقد عرفت ما قدمت فاستيقنت ما ينتظرها من جزاء...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والغَبَرة بفتحتين الغُبار كلَّه، والمراد هنا أنها معفّرة بالغُبار إهانة ومن أثر الكَبوات...
التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :
القترة سواد الدخان المتصاعد من النار، وقيل: إن القترة الغبار النازل من علو والغبرة الغبار الصاعد من الأرض، والمقصود من الجملة بيان شدة ما يلحق بوجوه الكفار الفجار من اربداد وسواد ووسخ من شدة الهول والبلاء الذي يصيبهم في الآخرة...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.