اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ عَلَيۡهَا غَبَرَةٞ} (40)

قوله تعالى : { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } .

قال المبرد : «الغَبَرةُ » الغبارُ ، والقترةُ : سوادٌ كالدُّخان .

وقال أبو عبيدة : القترُ في كلام العرب : الغبارُ ، جمع القترة ؛ قال الفرزدقُ : [ البسيط ]

5116- مُتَوجٌ بِرداءِ المُلكِ يَتْبعهُ *** مَوْجٌ تَرى فَوقَهُ الرَّاياتِ والقَتَرَا{[59414]}

وفي عطفه على الغبرة ما يرد هذا إلا أن يقال : اختلف اللفظ فحسن العطف ، كقوله : [ الوافر ]

5117- . . . *** كَذِبًا ومَيْنَا{[59415]}

وقوله : [ الطويل ]

5118- . . . *** النَّأيُ والبُعْدُ{[59416]}

وهو خلاف الأصل ، وفي الحديث : «إنَّ البَهَائِمَ إذَا صَارتْ تُراباً يَوْمَ القِيَامَةِ حُولَ ذلِكَ التُّرابُ في وُجوهِ الكُفَّارِ »{[59417]} .

وقال زيدُ بن أسلمَ : القترةُ : ما ارتفعت إلى السماء ، والغبرةُ : ما انحطت إلى الأرض ، والغُبَار والعبرةُ واحدٌ{[59418]} .


[59414]:تقدم.
[59415]:تقدم.
[59416]:تقدم.
[59417]:ينظر تفسير القرطبي (19/147).
[59418]:ينظر المصدر السابق.