ثم قال : { وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ } أي : بُسطت وفرشت وَوُسِّعَت .
قال ابن جرير ، رحمه الله : حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن{[29872]}
ثور ، عن معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يومُ القيامة مَدَّ الله الأرض مَدَّ الأديم حتى لا يكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه ، فأكون أول من يدعى ، وجبريل عن يمين الرحمن ، والله ما رآه قبلها ، فأقول : يا رب ، إن هذا أخبرني أنك أرسلته إلي ؟ فيقول الله عز وجل : صدق . ثم أشفع فأقول : يا رب ، عبادك عبدوك في أطراف الأرض . قال : وهو المقام المحمود " {[29873]} .
وقوله : وَإذَا الأرْضُ مُدّتْ يقول تعالى ذكره : وإذا الأرض بُسِطت ، فزيد في سعتها كالذي :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الزهريّ ، عن عليّ بن حسين ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إذَا كانَ يَوْم الْقِيامَةِ مَدّ اللّهُ الأرْضَ حتى لا يَكُونَ لِبَشَرٍ مِنَ النّاسِ إلاّ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ، فأكُونَ أوّلَ مَنْ يُدْعَى ، وَجِبْرِيلُ عَنْ يمِينِ الرّحْمَنِ ، وَاللّهِ ما رآهُ قَبْلَها ، فأقُولُ : يا رَبّ إنّ هَذَا أخْبَرَنِي أنّكَ أرْسَلْتَهُ إليّ ، فَيَقُولُ : صَدَقَ ، ثُمّ أشْفَعُ فأقولُ : يا رَبّ عِبادُكَ عَبَدُوكَ فِي أطْرَافِ الأرْضِ ، قال : وهُوَ المَقامُ المَحْمُودِ » .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : مُدّتْ قال : يوم القيامة .
ومَدّ الأرض : بسطها ، وظاهر هذا أنها يُزال ما عليها من جبال كما يُمد الأديم فتزول انثناءاته كما قال تعالى : { ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً } [ طه : 105 107 ] .
ومن معاني المدّ أن يكون ناشئاً عن اتساع مساحة ظاهرها بتشققها بالزلازل وبروز أجزاء من باطنها إلى سطحها .
ومن معاني المدّ أن يزال تكويرها بتمدد جسمها حتى تصير إلى الاستطالة بعد التكوير . وذلك كله مما يؤذن باختلال نظام سير الأرض وتغير أحوال الجاذبية وما يحيط بالأرض من كرة الهواء فيعقب ذلك زوالُ هذا العالم .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"وَإذَا الأرْضُ مُدّتْ "يقول تعالى ذكره: وإذا الأرض بُسِطت، فزيد في سعتها...
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهريّ، عن عليّ بن حسين، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا كانَ يَوْم الْقِيامَةِ مَدّ اللّهُ الأرْضَ حتى لا يَكُونَ لِبَشَرٍ مِنَ النّاسِ إلاّ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ، فأكُونَ أوّلَ مَنْ يُدْعَى، وَجِبْرِيلُ عَنْ يمِينِ الرّحْمَنِ، وَاللّهِ ما رآهُ قَبْلَها، فأقُولُ: يا رَبّ إنّ هَذَا أخْبَرَنِي أنّكَ أرْسَلْتَهُ إليّ، فَيَقُولُ: صَدَقَ، ثُمّ أشْفَعُ فأقولُ: يا رَبّ عِبادُكَ عَبَدُوكَ فِي أطْرَافِ الأرْضِ، قال: وهُوَ المَقامُ المَحْمُودِ».
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
قيل: بسطت، وسويت بكسر الشعاب، والأودية بكسر الجبال، وتماستا، فصارت {قاعا صفصفا} {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} [طه: 106 و107]...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{مُدَّتْ} من مدّ الشيء فامتدّ: وهو أن تزال جبالها وآكامها وكل أمت فيها، حتى تمتدّ وتنبسط ويستوي ظهرها...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
وفي الحديث: «إن الله تعالى يمد الأرض يوم القيامة مد الأديم العكاظي»...
واعلم أنه لا بد من الزيادة في وجه الأرض سواء كان ذلك بتمديدها أو بإمدادها، لأن خلق الأولين والآخرين لما كانوا واقفين يوم القيامة على ظهرها، فلابد من الزيادة في طولها وعرضها...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
وقد مضى في سورة "إبراهيم " أن الأرض تبدل بأرض أخرى وهي الساهرة في قول ابن عباس على ما تقدم عنه...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وقد يعني هذا مط رقعتها وشكلها، مما ينشأ عن انقلاب النواميس التي كانت تحكمها، وتحفظها في هذا الشكل الذي انتهت إليه...
والتعبير يجعل وقوع هذا الأمر لها آتيا من فعل خارج عنها، مما يفيده بناء الفعل للمجهول: (مدت)...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وظاهر هذا أنها يُزال ما عليها من جبال كما يُمد الأديم فتزول انثناءاته... ومن معاني المدّ أن يكون ناشئاً عن اتساع مساحة ظاهرها بتشققها بالزلازل وبروز أجزاء من باطنها إلى سطحها. ومن معاني المدّ أن يزال تكويرها بتمدد جسمها حتى تصير إلى الاستطالة بعد التكوير. وذلك كله مما يؤذن باختلال نظام سير الأرض وتغير أحوال الجاذبية وما يحيط بالأرض من كرة الهواء فيعقب ذلك زوالُ هذا العالم...