والقول في تفسير { وتركنا عليهما في الآخرينَ } إلى آخر الآيات الأربع كالقول في نظائره عند ذكر نوح في هذه السورة ، إلا أن احتمال أن تكون جملة { سلامٌ على موسى وهارون } مفعولاً لفعل { تركنا عليهما } على إرادة حكاية اللفظ هنا أضعف منه فيما تقدم إذ ليس يطرد أن يكون تسليم الآخرين على موسى وهارون معاً لأن الذي ذكر موسى يقول : السلام على موسى .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
أبقينا من بعدهما الثناء الحسن يقال لهما بعدهما، وذلك قوله عز وجل: {سلام على موسى وهارون}.
{وتركنا عليهما في الآخرين} وفيه قولان؛
الأول: أن المراد هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم قولهم: {سلام على موسى وهارون}.
والثاني: أن المراد هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الثناء الحسن والذكر الجميل.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما كان الذكر الجميل عند ذوي الهمم العالية والعزائم الوافية هو الشرف قال:
{وتركنا عليهما} أي ما تعرفون من الثناء الحسن.
{في الآخرين} أي كل من يجيء بعدهما إلى يوم الدين.
يعني تركنا لهما الذكْر الحسن فيمَنْ يأتي مِنْ بعدهم، فكلُّ مَنْ يسمع قصة موسى وهارون ومواقفهما وثباتهما في الحق يقول سلام عليهما.
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآخرينَ} ذكراً خالداً نتيجة ما تحركا به من خط الدعوة إلى الله والمعاناة في سبيله؛ والعمل من أجل قضايا الرسالة الكبرى من أقرب طريق، ليبقى للبشرية منهما ما تنتفع به عندما تذكرهما بالتحية والاحترام.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
هذه العبارة نفسها وردت في الآيات السابقة بشأن إبراهيم ونوح، لأنّ كلّ الدعاة إلى الله السالكين لطريق الحقّ، يبقى اسمهم وتاريخهم خالداً على مرّ الزمن، ويجب أن يبقى خالداً، لأنّهم لا يخصّون قوماً أو شعباً معيّنا، وإنّما كلّ الإنسانية.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.