( والذين يصدقون بيوم الدين ) . .
وهذه الصفة ذات علاقة مباشرة بموضوع السورة الرئيسي . وهي في الوقت ذاته ترسم خطا أساسيا في ملامح النفس المؤمنة . فالتصديق بيوم الدين شطر الإيمان . وهو ذو أثر حاسم في منهج الحياة شعورا وسلوكا . والميزان في يد المصدق بيوم الدين غير الميزان في يد المكذب بهذا اليوم أو المستريب فيه . ميزان الحياة والقيم والأعمال والأحداث . . المصدق بيوم الدين يعمل وهو ناظر لميزان السماء لا لميزان الأرض ، ولحساب الآخرة لا لحساب الدنيا ويتقبل الأحداث خيرها وشرها وفي حسابه أنها مقدمات نتائجها هناك ، فيضيف إليها النتائج المرتقبة حين يزنها ويقومها . . والمكذب بيوم الدين يحسب كل شيء بحسب ما يقع له منه في هذه الحياة القصيرة المحدودة ، ويتحرك وحدوده هي حدود هذه الأرض وحدود هذا العمر . ومن ثم يتغير حسابه وتختلف نتائج موازينه ، وينتهي إلى نتائج خاطئة فوق ما ينحصر في مساحة من المكان ومساحة من الزمان محدودة . . وهو بائس مسكين معذب قلق لأن ما يقع في هذا الشطر من الحياة الذي يحصر فيه تأملاته وحساباته وتقديراته ، قد لا يكون مطمئنا ولا مريحا ولا عادلا ولا معقولا ، ما لم يضف إليه حساب الشطر الآخر وهو أكبر وأطول . ومن ثم يشقى به من لا يحسب حساب الآخرة أو يشقى غيره من حوله . ولا تستقيم له حياة رفيعة لا يجد جزاءها في هذه الأرض واضحا . . ومن ثم كان التصديق باليوم الآخر شطر الإيمان الذي يقوم عليه منهج الحياة في الإسلام .
والتصديق بيوم الدين هو الإِيمان بوقوع البعث والجزاءِ ، و { الدينُ } : الجزاء . وهذا الوصف مقابل وصف الكافرين بقوله : { إنهم يرونه بعيداً } [ المعارج : 6 ] .
ولما كان التصديق من عمل القلب لم يتصور أن يكون فيه تفاوت أُتي بالجملة الفعلية على الأصل في صلة الموصول ، وأوثر فيها الفعل المضارع لدلالته على الاستمرار .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وإلا الذين يقرّون بالبعث يوم البعث والمجازاة...
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
وأماراتهُم الاستعدادُ للموتِ قبل نزوله.
تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
تصديقاً بأعمالهم واستعدادهم له.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
و {يوم الدين} هو يوم القيامة، سمي بذلك لأنه يوم المجازاة، و {الدين}: الجزاء
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
والتصديق به حق التصديق الاستعداد له بالأعمال الصالحة، فالذين يعملون لذلك اليوم هم العمال، وأما المصدقون بمجرد الأقوال فلهم الوبال وإن أنفقوا أمثال الجبال.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وهذه الصفة ذات علاقة مباشرة بموضوع السورة الرئيسي. وهي في الوقت ذاته ترسم خطا أساسيا في ملامح النفس المؤمنة. فالتصديق بيوم الدين شطر الإيمان. وهو ذو أثر حاسم في منهج الحياة شعورا وسلوكا. والميزان في يد المصدق بيوم الدين غير الميزان في يد المكذب بهذا اليوم أو المستريب فيه. ميزان الحياة والقيم والأعمال والأحداث.. المصدق بيوم الدين يعمل وهو ناظر لميزان السماء لا لميزان الأرض، ولحساب الآخرة لا لحساب الدنيا ويتقبل الأحداث خيرها وشرها وفي حسابه أنها مقدمات نتائجها هناك، فيضيف إليها النتائج المرتقبة حين يزنها ويقومها.. والمكذب بيوم الدين يحسب كل شيء بحسب ما يقع له منه في هذه الحياة القصيرة المحدودة، ويتحرك وحدوده هي حدود هذه الأرض وحدود هذا العمر. ومن ثم يتغير حسابه وتختلف نتائج موازينه، وينتهي إلى نتائج خاطئة فوق ما ينحصر في مساحة من المكان ومساحة من الزمان محدودة.. وهو بائس مسكين معذب قلق لأن ما يقع في هذا الشطر من الحياة الذي يحصر فيه تأملاته وحساباته وتقديراته، قد لا يكون مطمئنا ولا مريحا ولا عادلا ولا معقولا، ما لم يضف إليه حساب الشطر الآخر وهو أكبر وأطول. ومن ثم يشقى به من لا يحسب حساب الآخرة أو يشقى غيره من حوله. ولا تستقيم له حياة رفيعة لا يجد جزاءها في هذه الأرض واضحا.. ومن ثم كان التصديق باليوم الآخر شطر الإيمان الذي يقوم عليه منهج الحياة في الإسلام.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وهذا الوصف مقابل وصف الكافرين بقوله: {إنهم يرونه بعيداً} [المعارج: 6].