وقوله : { إنّها عَلَيهِمْ مُؤْصَدَةٌ } يقول تعالى ذكره : إن الحُطَمة التي وصفت صفتها عليهم ، يعني : على هؤلاء الهمّازين اللمّازين مُؤْصَدةٌ : يعني : مطبقة ، وهي تُهْمَز ولا تُهْمَز ، وقد قُرئتا جميعا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا طَلْق ، عن ابن ظهير ، عن السديّ ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في مؤصدة : قال : مُطْبَقَة .
حدثني عبيد بن أسباط ، قال : ثني أبي ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، في قوله : { إنّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } قال : مُطْبَقَة .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : في النار رجل في شِعْب من شِعابها ينادي مقدار ألف عام : يا حنّان يا منّان ، فيقول ربّ العزّة لجبريل : أخرج عبدي من النار ، فيأتيها فيجدها مُطْبَقَة ، فيرجع فيقول : يا ربّ { إنّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } فيقول : يا جبريل فُكّها ، وأخرج عبدي من النار ، فيفكها ، ويخرج مثل الخيال ، فيُطرح على ساحل الجنة حتى يُنبت الله له شعرا ولحما ودما .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { إنّها عَلَيْهمْ مُؤْصَدَةٌ } قال : مطْبَقة .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن مضرس بن عبد الله ، قال : سمعت الضحاك { إنّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } قال : مطبقة .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { إنّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } قال : عليهم مغلقة .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة { إنّها علَيْهِمْ مُؤْصدَةٌ } : أي مطبقة .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { إنّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } قال : مطبقة .
هذه جملة يجوز أن تكون صفة ثالثة ل { نار اللَّه } [ الهمزة : 6 ] بدون عاطف ، ويجوز أن تكون مستأنفة استئنافاً ابتدائياً وتأكيدها ب ( إنّ ) لتهويل الوعيد بما ينفي عنه احتمالَ المجاز أو المبالغة .
وموصدة : اسم مفعول من أوصد الباب ، إذا أغلقه غلقاً مطبقاً . ويقال : آاصد بهمزتين إحداهما أصلية والأخرى همزة التعدية ، ويقال : أصَدَ الباب فعلاً ثلاثياً ، ولا يقال : وصَد بالواو بمعنى أغلق .
وقرأ الجمهور : { موصدة } بواو بعد الميم على تخفيف الهمزة ، وقرأه أبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب وخلف بهمزة ساكنة بعد الميم المضمومة .
ومعنى إيصادها عليهم : ملازمة العذاب واليأسُ من الإِفلات منه كحال المساجين الذين أغلق عليهم باب السجن تمثيلَ تقريب لشدة العذاب بما هو متعارف في أحوال الناس ، وحالُ عذاب جهنم أشد مما يبلغه تصور العقول المعتاد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.