مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ} (8)

أما قوله تعالى : { إنها عليهم مؤصدة } فقال الحسن : مؤصدة أي مطبقة من أصدت الباب وأوصدته لغتان ، ولم يقل : مطبقة لأن المؤصدة هي الأبواب المغلقة ، والإطباق لا يفيد معنى الباب .

واعلم أن الآية تفيد المبالغة في العذاب من وجوه ( أحدها ) : أن قوله : { لينبذن } يقتضي أنه موضع له قعر عميق جدا كالبئر ( وثانيها ) : أنه لو شاء يجعل ذلك الموضع بحيث لا يكون له باب لكنه بالباب يذكرهم الخروج ، فيزيد في حسرتهم ( وثالثها ) : أنه قال : { عليهم مؤصدة } ولم يقل : مؤصدة عليهم لأن قوله : { عليهم مؤصدة } يفيد أن المقصود أولا كونهم بهذه الحالة ، وقوله مؤصدة عليهم لا يفيد هذا المعنى بالقصد الأول .