المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

22 - ونساء ذوات عيون واسعة . كأمثال اللؤلؤ المصون في صدفه صفاء ورونقاً . يعطون هذا الجزاء بما كانوا يعملون من الصالحات في الدنيا .

   
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

وذلك النعيم المعد لهم { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فكما حسنت منهم الأعمال ، أحسن الله لهم الجزاء ، ووفر لهم الفوز والنعيم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

وقوله - سبحانه - : { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } بيان للأسباب التى أوصلتهم إلى هذا النعيم الكبير .

ولفظ { جَزَآءً } منصوب على أنه مفعول لأجله لفعل محذوف ، أى : أعطيناهم هذا العطاء الجزيل ، جزاء مناسبا بسبب ما كانوا يعملونه فى الدنيا من أعمال صالحة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

وذلك كله : ( جزاء بما كانوا يعملون ) . . فهو مكافأة على عمل كان في دار العمل . مكافأة يتحقق فيها الكمال الذي كان ينقص كل المناعم في دار الفناء .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

وقوله : جَزَاءً بِمَا كانُوا يَعْمَلُونَ يقول تعالى ذكره : ثوابا لهم من الله بأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا ، وعوضا من طاعتهم إياه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو هشام الرفاعيّ ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن ابن عُيينة ، عن عمرو ، عن الحسن وحُورٌ عِينٌ قال : شديدة السواد : سواد العين ، شديدة البياض : بياض العين .

قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن رجل ، عن الضحاك وحُورٌ عِينٌ قال : بِيض عِين ، قال : عظام الأعين .

حدثنا ابن عباس الدوريّ ، قال : حدثنا حجاج ، قال : قال ابن جُرَيج ، عن عطاء الخُراسانيّ ، عن ابن عباس ، قال : الحُور : سُود الحَدَق .

حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الأسلميّ ، عن عباد بن منصور الباجيّ ، أنه سمع الحسن البصريّ يقول : الحُور : صوالح نساء بني آدم .

قال : ثنا إبراهيم بن محمد ، عن ليث بن أبي سليم ، قال : بلغني أن الحور العين خُلقن من الزعفران .

حدثنا الحسن بن يزيد الطحان ، قال : حدثتنا عائشة امرأة ليث ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : خلق الحُور العين من الزعفران .

حدثني محمد بن عبيد المحاربي ، قال : حدثنا عمرو بن سعد ، قال : سمعت ليثا ، ثني ، عن مجاهد ، قال : حور العين خُلقن من الزعفران .

وقال آخرون : بل معنى قوله : حُورٌ أنهنّ يحار فيهنّ الطرف . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو هشام ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن رجل ، عن مجاهد وحُورٌ عِينٌ قال : يحار فيهنّ الطرف .

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله : كأمْثالِ اللّؤْلُؤِ قال أهل التأويل ، وجاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا أحمد بن الفرج الصّدَفيّ الدّمْياطيّ ، عن عمرو بن هاشم ، عن ابن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أمّ سلمة ، قالت : قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله كأمْثالِ اللّؤلُؤِ المَكْنُونِ قال : «صفاؤُهُنّ كَصَفاءِ الدّرّ الّذِي فِي الأصْدَافِ الّذِي لا تَمُسّهُ الأيْدي » .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

و : { جزاء بما كانوا يعملون } أي هذه الرتب والنعم هي لهم بحسب أعمالهم ، لأنه روي أن المنازل والقسم في الجنة ، هي مقتسمة على قدر الأعمال ، ونفس دخول الجنة هو برحمة الله وفضله لا بعمل عامل ، فأما هذا الفضل الأخير أن دخولها ليس بعمل عامل ، ففيه حديث صحيح ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يدخل أحد الجنة بعمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل منه ورحمة »{[10897]} .


[10897]:أخرجه البخاري في الرقاق والمرضى، ومسلم في المنافقين، وابن ماجه في الزهد، والدارمي في الرقاق، وأحمد في مواضع كثيرة من مسنده، ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لن ينجي أحدا منكم عمله)، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته، سدّدوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا)، وفي البخاري أيضا عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(سدّدوا وقاربوا واعلموا أن لن يُدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

وانتصب { جزاء } على المفعول لأجله لفعل مقدر دل عليه قوله : { المقربون } [ الواقعة : 11 ] ، أي أعطيناهم ذلك جزاء ، ويجوز أن يكون { جزاء } مصدراً جاء بدلاً عن فعله ، والتقدير : جازيناهم جزاءً .

والجملة على التقديرين اعتراض تفيد إظهار كرامتهم بحيث جعلت أصناف النعيم الذين حُظُوا به جزاء على عمل قدّموه وذلك إتمام لكونهم مقربين .