السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

ولما بالغ في وصف جزائهم بالحسن والصفاء دل على أنّ أعمالهم كانت كذلك لأنّ الجزاء من جنس العمل فقال تعالى : { جزاء } أي : فعل ذلك لهم لأجل الجزاء { بما كانوا يعملون } أي : يجدّدون عمله على جهة الاستمرار ، قالت المعتزلة : هذا يدل على أنّ إيصال الثواب واجب على الله تعالى ، لأنّ الجزاء لا يجوز الإخلال به ، وأجيبوا بأنه لو صح ما ذكروه لما كان في الوعد بهذه الأشياء فائدة ، لأنّ العقل إذا حكم بأنّ ترك الجزاء قبيح ، وعلم بالعقل أنّ القبيح من الله تعالى لا يوجد علم أنّ الله تعالى يعطى هذه الأشياء لأنها جزاؤه ، وإيصال الجزاء واجب ، فكان لا يصح التمدح به .