وقوله : وأقْبَلَ بَعَضُهُمْ عَلى بَعْضٍ . . . الاَية ، يقول تعالى ذكره : وأقبل بعض هؤلاء المؤمنين في الجنة على بعض ، يسأل بعضهم بعضا . وقد قيل : إن ذلك يكون منهم عند البعث من قبورهم . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس في قوله : وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قال : إذا بعثوا في النفخة الثانية .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} يقول: إذا زار بعضهم بعضا في الجنة فيتساءلون بينهم عما كانوا فيه من الشفقة في الدنيا، فذلك قوله: {قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين}...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"وأقْبَلَ بَعَضُهُمْ عَلى بَعْضٍ... "يقول تعالى ذكره: وأقبل بعض هؤلاء المؤمنين في الجنة على بعض، يسأل بعضهم بعضا...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
أي يسأل بعضهم بعضا عن حاله، وما هو فيه من أنواع النعيم، فيسرون بذلك ويزداد فرحهم. وقيل: يسأل بعضهم بعضا عما فعلوه في دار الدنيا مما استحقوا به المصير إلى الثواب والكون في الجنان بدلالة قوله: (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين)...
تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :
(وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) في الآية دليل على أن أهل الجنة يجتمعون، ويذكرون أحوال الدنيا، ويسأل بعضهم بعضا عن ذلك...
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :
{وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} يسأل بعضهم بعضاً في الجنة...يتذاكرون ما كانوا فيه من التعب والخوف في الدنيا...
إشارة إلى أنهم يعلمون ما جرى عليهم في الدنيا ويذكرونه، وكذلك الكافر لا ينسى ما كان له من النعيم في الدنيا، فتزداد لذة المؤمن من حيث يرى نفسه انتقلت من السجن إلى الجنة ومن الضيق إلى السعة، ويزداد الكافر ألما حيث يرى نفسه منتقلة من الشرف إلى التلف ومن النعيم إلى الجحيم...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والتقدير: وقد أقبل بعضهم على بعض يتساءلون، أي هم في تلك الأحوال قد أقبل بعضهم على بعض يتساءلون. ولما كان إلحاق ذرياتهم بهم مقتضياً مشاركتهم إياهم في النعيم كما تقدم آنفاً عند قوله: {ألحقنا بهم ذريتهم} [الطور: 21] كان هذا التساؤل جارياً بين الجميع من الأصول والذريات سائلين ومسؤولين. وضمير {بعضهم} عائد إلى {المتقين} [الطور: 17] وعلى {ذريتهم} [الطور: 21].
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
(وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنّا كنّا في أهلنا مشفقين). فمع أنّنا كنّا نعيش بين ظهراني أهلنا وكان ينبغي أن نحسّ بالأمان والطمأنينة، إلاّ أنّنا كنّا مشفقين.. مشفقين أن تحدق بنا الحوادث المزعجة والمكدّرة لحياتنا وأن يصيبنا عذاب الله على حين غرّة في أيّة لحظة. مشفقين أن يسلك أبناؤنا طريق الضلال، فيتيهوا في مفازة جرداء ويتحيّروا! مشفقين أن يفجأنا أعداؤنا القساة ويضيّقوا علينا الميدان! ولكن الله منّ علينا برحمته الواسعة: (فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم)..
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.