فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ} (25)

{ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } أي يسأل بعضهم بعضا في الجنة عن حاله ، وما كان فيه من تعب الدنيا ، وخوف العاقبة ، فيحمدون الله الذي أذهب عنهم الحزن والخوف والهم ، وما كانوا فيه من الكد والنكد ، بطلب المعاش وتحصيل ما لا بد منه من الرزق ، وما وصلوا إليه تلذذا واعترافا بالنعمة وقيل : يقول بعضهم لبعض : بم صرتم في هذه المنزلة الرفيعة ؟ وقيل : إن التساؤل بينهم عند البعث من القبور ، والأول أولى ، لدلالة السياق على أنهم قد صاروا في الجنة .

أخرج البزار ، عن " أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان ، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا فيتحدثان فيتكئ ذا ويتكئ ذا فيتحدثان بما كانوا في الدنيا ، فيقول أحدهما : يا فلان أتدري أي يوم غفر الله لنا ، يوم كنا في موضع كذا وكذا ، فدعونا الله فغفر لنا " {[1540]} .


[1540]:مسلم.