ثم بين - سبحانه - حالهم يوم القيامة فقال : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا هذه النار التي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } .
والدع : الدفع بعنف وشدة . يقال : دَعَّ فلان فلانا دَعَّا ، إذا دفعه بجفوة وغلظة ، ومنه قوله - تعالى - : { أَرَأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ بالدين فَذَلِكَ الذي يَدُعُّ اليتيم } أى : اذكر - أيها العاقل - لتعتبر وتتعظ ، يوم يدفع هؤلاء المكذبون إلى النار دفعا قويا . لا رحمة معه ، ولا شفقة فيه ، ثم يقال لهم بعد هذا الطرد الشديد : هذه هى النار التى كنتم بها تكذبون فى الدنيا ، ادخلوها فبئس مئوى المتكبرين .
وجملة { هذه النار } إلى آخرها مقول قول محذوف دل عليه السياق . والقول المحذوف يقدر بما هو حال من ضمير { يدعون } . وتقديره : يقال لهم ، أو مقولاً لهم ، والقائل هم الملائكة الموكلون بإيصالهم إلى جهنم . والإِشارة بكلمة { هذه } الذي هو للمشار إليه القريب المؤنث تومىء إلى أنهم بلغوها وهم على شفاها ، والمقصود بالإِشارة التوطئة لمَا سيرد بعدها من قوله : { التي كنتم بها تكذبون } إلى { لا تبصرون } .
والموصول وصلته في قوله : { التي كنتم بها تكذبون } لتنبيه المخاطبين على فساد رأيهم إذ كذبوا بالحشر والعقاب فرأوا ذلك عياناً .
وفرع على هذا التنبيه تنبيه آخر على ضلالهم في الدنيا بقوله : { أفسحر هذا } إذ كانوا حين يسمعون الإِنذار يوم البعث والجزاء يقولون : هذا سحر ، وإذا عرض عليهم القرآن قالوا : قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ، فللمناسبة بين ما في صلة الموصول من معنى التوقيف على خطئهم وبين التهكّم عليهم بما كانوا يقولونه دخلت فاء التفريع وهو من جملة ما يقال لهم المحكي بالقول المقدر .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
إذا دنوا منها قالت لهم خزنتها: {هذه النار التي كنتم بها تكذبون} في الدنيا...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"هَذِهِ النّارُ التي كُنْتُمْ بِها تُكَذّبُونَ "يقول تعالى ذكره: يقال لهم: هذه النار التي كنتم بها في الدنيا تكذّبون، فتجحدون أن تردّوها، وتصلوها، أو يعاقبكم بها ربكم، وترك ذكر يُقال لهم، اجتزاء بدلالة الكلام عليه.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
ويقال لهم على وجه الانكار عليهم...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والإِشارة بكلمة {هذه} الذي هو للمشار إليه القريب المؤنث تومئ إلى أنهم بلغوها وهم على شفاها، والمقصود بالإِشارة التوطئة لمَا سيرد بعدها من قوله: {التي كنتم بها تكذبون} إلى {لا تبصرون}. والموصول وصلته في قوله: {التي كنتم بها تكذبون} لتنبيه المخاطبين على فساد رأيهم إذ كذبوا بالحشر والعقاب فرأوا ذلك عياناً...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.