المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

19- وتأكلون المال الموروث أكلاً لمَّاً ، لا تميزون فيه بين ما يحمد وما يذم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وتأكلون التراث } أي الميراث ، { أكلاً لماً } شديداً ليأكل نصيبه ونصيب غيره ، وذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان ، ويأكلون نصيبهم . قال ابن زيد : الأكل اللم : الذي يأكل كل شيء يجده ، لا يسأل عنه أحلال هو أم حرام ؟ ويأكل الذي له ولغيره ، يقال : لممت على الخوان إذا أتيت ما عليه فأكلته .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

وقوله - سبحانه - : { وَتَأْكُلُونَ التراث أَكْلاً لَّمّاً } بيان لرذيلة ثالثة من رذائلهم المتعددو . والتراث : هو المال الموروث عن الغير . والمراد بالأكل مطلق الانتفاع ، وخص الأكل بالذكر ، لأنه يشمل معظم وجوه التصرفات المالية .

والَّلُّم : الجمع بدون تفرقة بين الحلال والحرام ، مأخوذ من قولهم : لَمَّ الطعام ، إذا أكله كله دون أن يترك منه شيئا .

أى : ومن صفاتكم القبيحة أنكم تأكلون المال الموروث عن غيركم ، أكلا شديدا ، بحيث لا تتركون منه شيئا ، ولا تفرقون بين ما هو حلال أو حرام ، ولا بين ما يحمد وما لا يحمد ، بل تأخذون حقوقكم وحقوق غيركم من النساء والصبيان .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ } يعني : الميراث { أَكْلا لَمًّا } أي : من أي جهة حصل لهم ، من حلال أو حرام ،

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

وقوله : وتَأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا يقول تعالى ذكره : وتأكلون أيها الناس الميراث أكلاً لمّا ، يعني : أكلاً شديدا ، لا تتركون منه شيئا ، وهو من قولهم : لممت ما على الخِوان أجمع ، فأنا ألمه لمّا : إذا أكلت ما عليه ، فأتيت على جميعه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عمرو بن سعيد بن يسار القرشيّ ، قال : حدثنا الأنصاريّ ، عن أشعث ، عن الحسن وَتأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا قال : الميراث .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَتأكُلُونَ التّرَاثَ أي الميراث .

وكذلك في قوله : أكْلاً لَمّا . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، وَتأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا يقول : تأكلون أكلاً شديدا .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، عن يونس ، عن الحسن ، في قوله : وَتأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا قال : نصيبه ونصيب صاحبه .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : أكْلاً لَمّا قال : اللمّ : السفّ ، لفّ كل شيء .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة أكْلاً لَمّا : أي شديدا .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : أكْلاً لَمّا يقول : أكلاً شديدا .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : وتَأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا قال : الأكل اللمّ : الذي يأكل كلّ شيء يجده ولا يسأل ، فأكل الذي له ، والذي لصاحبه . كانوا لا يُوَرّثون النساء ، ولا يورّثون الصغار ، وقرأ : يَسْتَفْتُونَكَ فِي النّساءِ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنّ وَما يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الكِتابِ في يَتامَى النّساءِ اللاّتِي لا تُؤْتُونَهُنّ ما كُتِبَ لَهُنّ وتَرْغَبُونَ أنْ تَنْكِحُوهُنّ والمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ : أي لا تورّثونهنّ أيضا أكْلاً لَمّا يأكل ميراثه ، وكلّ شيء لا يسأل عنه ، ولا يدري أحلال أو حرام .

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس تَأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا . يقول : سَفّا .

حدثني ابن عبد الرحيم البرقيّ ، قال : حدثنا عمرو بن أبي سلمة البستيّ ، عن زُهير ، عن سالم ، قال : قد سمعت بكر بن عبد الله يقول في هذه الاَية : وَتأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا قال : اللمّ : الاعتداء في المِيراث ، يأكل ميراثه وميراث غيره .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني تأكلون الميراث أكلا شديدا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وتأكلون أيها الناس الميراث "أكلاً لمّا" ، يعني : أكلاً شديدا ، لا تتركون منه شيئا ، وهو من قولهم : لممت ما على الخِوان أجمع ، فأنا ألمه لمّا : إذا أكلت ما عليه ، فأتيت على جميعه . .. عن الحسن ، في قوله : "وَتأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا" قال : نصيبه ونصيب صاحبه . ... عن مجاهد قوله : "أكْلاً لَمّا" قال : اللمّ : السفّ ، سفّ كل شيء . ... قال ابن زيد ، في قول الله : "وتَأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا" قال : الأكل اللمّ : الذي يأكل كلّ شيء يجده ولا يسأل ، فأكل الذي له ، والذي لصاحبه . كانوا لا يُوَرّثون النساء ، ولا يورّثون الصغار ، وقرأ : "يَسْتَفْتُونَكَ فِي النّساءِ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنّ وَما يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الكِتابِ في يَتامَى النّساءِ اللاّتِي لا تُؤْتُونَهُنّ ما كُتِبَ لَهُنّ وتَرْغَبُونَ أنْ تَنْكِحُوهُنّ والمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ" : أي لا تورّثونهنّ أيضا أكْلاً لَمّا يأكل ميراثه ، وكلّ شيء لا يسأل عنه ، ولا يدري أحلال أو حرام . ... عن سالم ، قال : قد سمعت بكر بن عبد الله يقول في هذه الآية : "وَتأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا" قال : اللمّ : الاعتداء في المِيراث ، يأكل ميراثه وميراث غيره . ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فاللم: الجمع ؛ يقال : لمّ المال أي جمع ، فكأنه يقول : يجمعون ما لم يرثوه بأنفسهم ، وذلك نصيب الأيتام إلى ما يرثون من أنصبائهم ، فيأكلونه ...

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

تجمعون المال كله في الأكل فلا تعطون اليتيم نصيبه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

إنكم لا تدركون معنى الابتلاء . فلا تحاولون النجاح فيه ، بإكرام اليتيم والتواصي على إطعام المسكين ، بل أنتم - على العكس - تأكلون الميراث أكلا شرها جشعا ؛ ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و { التراث } : المال الموروث ، أي الذي يُخلفه الرجل بعد موته لوارثه...

والأكل : مستعار للانتفاع بالشيء انتفاعاً لا يُبقي منه شيئاً . وأحسب أن هذه الاستعارة من مبتكرات القرآن إذ لم أقف على مثلها في كلام العرب .

وتعريف التراث عوض عن المضاف إليه ، أي تراث اليتامى، وكذلك كان أهل الجاهلية يمنعون النساء والصبيان من أموال مورثيهم .

وأشعر قوله : { تأكلون } بأن المراد التراث الذي لا حق لهم فيه ، ومنه يظهر وجه إيثار لفظ التُراث دون أن يقال : وتأكلون المال لأن التراث مال ماتَ صاحبه وأكْلُه يقتضي أن يستحق ذلك المال عاجز عن الذب عن ماله لصغرٍ أو أنوثة .