ثم يرفع الستار عن حلقة جديدة تالية - بعد ذلك - في التاريخ ، في محيط الجزيرة العربية كذلك :
( كذبت قوم لوط بالنذر . إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر . نعمة من عندنا . كذلك نجزي من شكر . ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر . ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر . ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر . فذوقوا عذابي ونذر . ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ? ) . .
وقصة قوم لوط وردت مفصلة في مواضع أخرى . والمقصود بعرضها هنا ليس هو تفصيلاتها ، إنما هي العبرة من عاقبة التكذيب ، والأخذ الأليم الشديد . من ثم تبدأ بذكر ما وقع منهم من تكذيب بالنذر : ( كذبت قوم لوط بالنذر ) . . وعلى إثر هذه الإشارة يصف ما نزل بهم من النكال :
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
"كذبت قوم لوط بالنذر" يعني بالرسل...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"كَذّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بالنّذُرِ "يقول تعالى ذكره: كذّبت قوم لوط بآيات الله التي أنذرهم وذكرهم بها.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما كان النذير: كأنه قال المنذرين لم يتعظوا به فزاد في وعظهم، وكانت قصة لوط عليه السلام مع قومه أعظم ما كان بعد ثمود مما تعرفه العرب بالأخبار ورؤية الآثار، ومع ما في قصتهم من تصوير الساعة من تبديل الأرض غير الأرض، استأنف قوله: {كذبت قوم لوط} أي وهم في قوة عظيمة على ما يحاولونه وإن كانوا في تكذيبهم هذا في ضعف وقوع النساء عن التجرد مما دل عليه تأنيث الفعل بالتاء وكذا ما قبلها من القصص {بالنذر} أي الإنذار والإنذارات والمنذرين،
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وقصة قوم لوط وردت مفصلة في مواضع أخرى. والمقصود بعرضها هنا ليس هو تفصيلاتها، إنما هي العبرة من عاقبة التكذيب، والأخذ الأليم الشديد. من ثم تبدأ بذكر ما وقع منهم من تكذيب بالنذر: (كذبت قوم لوط بالنذر). وعلى إثر هذه الإشارة يصف ما نزل بهم من النكال.
ولما كان النذير : كأنه قال المنذرين لم يتعظوا به فزاد في وعظهم ، وكانت قصة لوط عليه السلام مع قومه أعظم ما كان بعد ثمود مما تعرفه العرب بالأخبار ورؤية الآثار ، ومع ما في قصتهم من تصوير الساعة من تبديل الأرض غير الأرض ، استأنف قوله : { كذبت قوم لوط } أي وهم في قوة عظيمة على ما يحاولونه وإن كانوا في تكذيبهم هذا في ضعف وقوع النساء عن التجرد مما دل عليه تأنيث الفعل بالتاء وكذا ما قبلها من القصص { بالنذر * } أي الإنذار والإنذارات والمنذرين ،
قوله تعالى : { كذبت قوم لوط بالنذر 33 إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر 34 نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر 35 ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر 36 ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر 37 ولقد صبّحهم بكرة عذاب مستقر 38 فذوقوا عذابي ونذر 39 ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } .
يخبر الله أمة أثيمة أخرى من الأمم الضالة . أمة من الغابرين الهالكين الذين أوغلوا في الفحش والشذوذ والقذر . وهم قوم لوط . أولئك الأشقياء الخاسرون الذين كانوا يأنفون من نكاح النساء ويرغبون في إتيان الذكور . وهذه جريمة بشعة من الجرائم النكراء المستقذرة لا يتلبس بها الشذاذ الضالعون في الخطيئة والرجس .
ولقد كذب قوم لوط بإنذار الله ، إذ جحدوا نبوة رسولهم لوط ( عليه السلام ) وعتوا عن دينه وعما دعاهم إليه من الإيمان والطهر والعفة ، لكنهم عصوا وطغوا وآثروا الاستغراق في الرذيلة الشنيعة التي تثير الامتعاض والتقزز والنفور .