ثم يفصل كيف هي أدهى وأمر . يفصل هذا في مشهد عنيف من مشاهد القيامة :
( إن المجرمين في ضلال وسعر . يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ) . .
في ضلال يعذب العقول والنفوس ، وفي سعر تكوي الجلود والأبدان . . في مقابل ما كانوا يقولون هم وأمثالهم من قبل : أبشرا منا واحدا نتبعه ? إنا إذا لفي ضلال وسعر . ليعرفوا أين يكون الضلال وأين تكون السعر !
{ إن المجرمين في ضلال وسعير } : أي الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك والمعاصي في ضلال في الدنيا ونار مستعرة في الآخرة .
قوله تعالى { إن المجرمين في ضلال وسعر } يخبر تعالى عن حال المجرمين وهم الذين أجرموا على أنفسهم فأفسدوها بالشرك وغشيان الذنوب يخبر تحذيراً وإنذاراً بأن المجرمين في ضلال في حياتهم الدنيا ، وسعر ونار مستعرة متأججة يوم القيامة .
- بيان مصير المجرمين وضمنه تخويف وتحذير من الإِجرام الموبق للإِنسان .
{ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ } أي : الذين أكثروا من فعل الجرائم ، وهي الذنوب العظيمة من الشرك وغيره ، من المعاصي { فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ } أي : هم ضالون في الدنيا ، ضلال عن العلم ، وضلال عن العمل ، الذي ينجيهم من العذاب ، ويوم القيامة في العذاب الأليم ، والنار التي تتسعر بهم ، وتشتعل في أجسامهم ، حتى تبلغ أفئدتهم .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم أخبر عنهم، فقال: {إن المجرمين} في الدنيا {في ضلال} يعني في شقاء {وسعر} يعني وعناء...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"إنّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ "يقول تعالى ذكره: إن المجرمين في ذهاب عن الحقّ، وأخذ على غير هدى "وَسُعُرٍ" يقول: في احتراق من شدّة العناء والنصب في الباطل.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{إن المجرمين في ضلال وسُعُرٍ} جائز أن يكون قوله: {في ضلال} في الدنيا وفي السُّعُر في الآخرة، وهو السّعير. ويحتمل {في ضلال} في هلاك {وسُعر} في حيرة وجنون وتيه، كقوله تعالى: {إنا إذا لفي ضلال وسُعر}.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
وأكثر المفسرين على أن {المجرمين} هنا يراد بهم الكفار.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
يخبرنا تعالى عن المجرمين أنهم في ضلال عن الحق، وسُعُر مما هم فيه من الشكوك والاضطراب في الآراء...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
في ضلال يعذب العقول والنفوس، وفي سعر تكوي الجلود والأبدان.. في مقابل ما كانوا يقولون هم وأمثالهم من قبل: أبشرا منا واحدا نتبعه؟ إنا إذا لفي ضلال وسعر. ليعرفوا أين يكون الضلال وأين تكون السعر!
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والضلال: يطلق على ضد الهدى ويطلق على الخُسران، وأكثر المفسرين على أن المراد به هنا المعنى الثاني.
ولما أخبر عن الساعة بهذا الإخبار الهائل ، علله مقسماً لأهلها مجملاً بعض ما لهم عند قيامها بقوله مؤكداً لما أظهروا من التكذيب : { إن المجرمين } أي القاطعين لما أمر الله به أن يوصل { في ضلال } أي عمى عن القصد بتكذيبهم بالبعث محيط بهم مانع من الخلاص من دواهي الساعة وغيرها ، ومن الوصول إلى شيء من مقاصدهم التي هم عليها الآن معتمدون { وسعر } أي نيران تضطرم وتتقد غاية الاتقاد