الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٖ} (47)

قوله تعالى : { إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ } في سبب نزولها قولان :

أحدهما : أن مشركي مكة جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاصمون في القدر ، فنزلت هذه الآية إلى قوله : { خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } انفرد بإخراجه مسلم من حديث أبي هريرة وروى أبو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن هذه الآية نزلت في القدرية ) .

والثاني : أن أسقف نجران جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم فقال : يا محمد تزعم أن المعاصي قدر ، وليس كذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنتم خصماء الله ) ، فنزلت : { إِنَّ الْمُجْرِمِينَ } إلى قوله { بِقَدَرٍ } ، قاله عطاء .

قوله تعالى : { وَسُعُرٍ } فيه ثلاثة أقوال :

أحدها : الجنون . والثاني : العناء ، وقد ذكرناهما في صدر السورة .

والثالث : أنه نار تستعر عليهم ، قاله الضحاك .