ولو وقع هذا لظل الناس يلونون الحديث وينوعونه يقولون : ( إنا لمغرمون ) : غارمون( بل نحن محرومون ) . .
ولكن فضل الله يمنحهم الثمر ، ويسمح للنبتة أن تتم دورتها ، وتكمل رحلتها ، وهي ذاتها الرحلة التي تقوم بها الخلية التي تمنى . . وهي صورة من صور الحياة التي تنشئها القدرة وترعاها .
فماذا في النشأة الأخرى من غرابة . وهذه هي النشأة الأولى ? . .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ولقلتم بل حرمنا خيرها {بل نحن محرومون}...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ" يعني بذلك تعالى ذكره أنهم يقولون: ما هلك زرعنا وأصبنا به من أجل "إنّا لَمُغْرَمُونَ" ولكنا قوم محرومون، يقول: إنهم غير مجدودين، ليس لهم جَدّ.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{بَلْ نَحْنُ} قوم {مَحْرُومُونَ} محارفون محدودون، لا حظ لنا ولا بخت لنا؛ ولو كنا مجدودين، لما جرى علينا هذا.
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :
أحدهما: إنعامه عليهم إذ لم يجعل زرعهم حطاما.
والثاني: قدرته على إهلاكهم كما قدر على إهلاك الزرع.
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
{بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ}...كأنهم لما قالوا إنا مهلكون لهلاك رزقنا أضربوا عنه وقالوا: بل هذا أمر قدر علينا لنحوسة طالعنا وعدم بختنا، أو لما قالوا: إنا ملزمون غرامة بنقص أرزاقنا أضربوا فقالوا: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} الرزق بالكلية...
" بل نحن محرومون " أي حرث ما طلبنا من الريع . والمحروم الممنوع من الرزق . والمحروم ضد المرزوق وهو المحارِف في قول قتادة . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأرض الأنصار فقال : ( ما يمنعكم من الحرث ) قالوا : الجدوبة ، فقال : ( لا تفعلوا فإن الله تعالى يقول أنا الزارع إن شئت زرعت بالماء وإن شئت زرعت بالريح وإن شئت زرعت بالبذر ) ثم تلا " أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون " .
قلت : وفي هذا الخبر والحديث الذي قبله ما يصحح قول من أدخل الزارع في أسماء الله سبحانه ، وأباه الجمهور من العلماء ، وقد ذكرنا ذلك في ( الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) .
{ بل نحن } أي خاصة { محرمون * } أي حرمنا غيرنا وهو من لا يرد قضاؤه ، فلا حظ لنا في الاكتساب ، فلو كان الزارع ممن له حظ لأفلح زرعه ، قال في القاموس : الغرام : الولوع{[62194]} والشر الدائم والهلاك والعذاب ، والغرامة ما يلزم أداؤه ، وحرمه : منعه ، والمحروم ، الممنوع عن الخير ومن لا ينمى له مال والمحارف - أي{[62195]} بفتح الراء - وهو الممنوع من الخير الذي لا يكاد يكتسب ، وقال الأصبهاني في تفسيره : والمحروم ضد المرزوق ، أي والمرزوق المجرود بالجيم وهو المحظوظ