اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ} (67)

قوله : { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } .

أي : حرمنا ما طلبنا من الريع ، والمحروم المحدود الممنوع من الرِّزق ، والمحروم ضد المرزوق . قاله قتادة{[55013]} .

وعن أنس «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بأرض الأنصار ، فقال : «ما يمنَعُكمُ الحَرْث » ؟ قالوا : الجُدوبة ، فقال : «لا تَفْعَلُوا ، فإنَّ الله - تعالى - يقولُ : أنَا الزَّارعُ ، إن شِئْتُ زرعْتُ بالماءِ ، وإن شِئْتُ زرعْتُ بالرِّيحِ ، وإن شِئْتُ زرعتْ بالبَذْرِ » ، ثم تلا : { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ، أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزارعون } »{[55014]} .

قال القرطبي{[55015]} : «وفي هذا الحديث والذي قبله ما يصحح قول من أدخل الزَّارع في أسماء الله - تعالى - » وأباه جمهور العلماء .


[55013]:ينظر: القرطبي 17/142.
[55014]:ينظر: تفسير القرطبي 17/143.
[55015]:ينظر تفسير القرطبي (17/142).