وقوله : إنّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ يقول تعالى ذكره : إن هذا القول وهذا الخبر لقول فصل : يقول : لقول يفصل بين الحقّ والباطل ببيانه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في العبارة عنه ، فقال بعضهم : لقول حقّ .
وقال بعضهم : لقول حُكْم . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : إنّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ يقول : حقّ .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : إنّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ : أي حُكْم .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
إن الذي وصفته في هذه السورة لقول فصل، يقول لهو قول الحق...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
إن هذا القول وهذا الخبر لقول فصل: يقول: لقول يفصل بين الحقّ والباطل ببيانه...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
جواب القسم، ومعناه ان ما ذكره من إعادة الخلق وإنشائهم النشأة الثانية قول فصل أي هو قول يفصل الحق من الباطل. ومثله فصل القضاء، وكل معنى فإنه يحتاج فيه إلى فصل حقه من باطله...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{إِنَّهُ} الضمير للقرآن {فَصْلٌ} فاصل بين الحق والباطل، كما قيل له فرقان...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
والضمير في {إنه} للقرآن ولم يتقدم له ذكر، من حيث القول في جزء منه والحال تقتضيه،...
أحكام القرآن لابن العربي 543 هـ :
{إنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}: قَدْ بَيَّنَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِي الشَّرِيعَةِ هَزْلٌ، وَإِنَّمَا هِيَ جَدٌّ كُلُّهَا؛ فَلَا يَهْزِلُ أَحَدٌ بِعَقْدٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ إلَّا وَيُنَفَّذُ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَجْعَلْ فِي قَوْلِهِ هَزْلًا؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْهَزْلَ مَحَلٌّ لِلْكَذِبِ...
ثم إنه تعالى أردف هذا القسم بالمقسم عليه فقال: {إنه لقول فصل} وفيه مسائل:
المسألة الأولى: في هذا الضمير قولان:
الأول: ما قال القفال وهو: أن المعنى أن ما أخبرتكم به من قدرتي على إحيائكم في اليوم الذي تبلى فيه سرائركم قول فصل وحق.
والثاني: أنه عائد إلى القرآن أي القرآن فاصل بين الحق والباطل كما قيل: له فرقان، والأول أولى لأن عود الضمير إلى المذكور السالف أولى.
المسألة الثانية: {قول فصل} أي حكم ينفصل به الحق عن الباطل، ومنه فصل الخصومات وهو قطعها بالحكم، ويقال: هذا فصل أي قاطع للمراء والنزاع وقال بعض المفسرين: معناه أنه جد حق لقوله: {وما هو بالهزل} أي باللعب، والمعنى أن القرآن أنزل بالجد، ولم ينزل باللعب،
ثم قال: {وما هو بالهزل} والمعنى أن البيان الفصل قد يذكر على سبيل الجد والاهتمام بشأنه وقد يكون على غير سبيل الجد وهذا الموضع من ذلك...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
يقسم بأن هذا القول الذي يقرر الرجعة والابتلاء -أو بأن هذا القرآن عامة- هو القول الفصل الذي لا يتلبس به الهزل. القول الفصل الذي ينهي كل قول وكل جدل وكل شك وكل ريب. القول الذي ليس بعده قول. تشهد بهذا السماء ذات الرجع، والأرض ذات الصدع!...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والفصل مصدر بمعنى التفرقة، والمراد أنه يفصل بين الحق والباطل، أي يبين الحق ويبطل الباطل، والإِخبار بالمصدر للمبالغة، أي إنه لقول فاصل...
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :
من الهداية: -إثبات أن القرآن قول فصل ليس فيه من الباطل شيء وقد تأكد هذا بمرور الزمان فقد صدقت أنباؤه ونجحت في تحقيق الأمن والاستقرار أحكامه...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.