النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّهُۥ لَقَوۡلٞ فَصۡلٞ} (13)

{ إنّهُ لَقَولٌ فَصْلٌ } على هذا وقع القَسَمُ ، وفي المراد بأنه قول فصل قولان :

أحدهما : ما قدّمه عن الوعيد من قوله تعالى : " إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر " الآية . تحقيقاً لوعيده ، فعلى هذا في تأويل قوله " فَصْل " وجهان :

أحدها : حد ، قاله ابن جبير .

الثاني : عدل ، قاله الضحاك .

القول الثاني : أن المراد بالفصل القرآن تصديقاً لكتابه ، فعلى هذا في تأويل قوله " فصل " وجهان :

أحدهما : حق ، قاله ابن عباس .

الثاني : ما رواه الحارث عن عليّ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كتابِ الله فيه خير ما قبلكم ، وحكم ما بعدكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، مَنْ تركه مِن جبّار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله{[3244]} " .


[3244]:الترمذي رقم 2908، والدارمي 2/435، وأحمد في المسند رقم 74 عن الحارث الأعور وقد مر في مقدمة الكتاب.