المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَجَعَلَهُۥ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (50)

50- فاصطفاه ربه بقبول توبته ، فجعله من الصالحين .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَجَعَلَهُۥ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (50)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَاجْتَبَاهُ رَبّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصّالِحِينَ * وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ } .

يقول تعالى ذكره : فاجتبى صاحبَ الحوت ربّه ، يعني اصطفاه واختاره لنبوّته فَجَعَلَهُ منَ الصّالِحِينَ يعني من المرسلين العاملين بما أمرهم به ربهم ، المنتهين عما نهاهم عنه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَجَعَلَهُۥ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (50)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فاجتبى صاحبَ الحوت ربُّه، يعني اصطفاه واختاره لنبوّته.

"فَجَعَلَهُ منَ الصّالِحِينَ" يعني من المرسلين العاملين بما أمرهم به ربهم، المنتهين عما نهاهم عنه...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{فاجتباه رَبُّهُ} فجمعه إليه، وقربه بالتوبة عليه،

{فَجَعَلَهُ مِنَ الصالحين} أي من الأنبياء. وعن ابن عباس: ردّ الله إليه الوحي وشفعه في نفسه وقومه...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان التقدير: ولكنه تداركه بالنعمة فلم يكن في نبذه ملوماً، سبب عنه قوله: {فاجتباه} أي اختاره لرسالته {ربه} ثم سبب عن اجتبائه قوله: {فجعله من الصالحين} أي الذين رسخوا في رتبة الصلاح فصلحوا في أنفسهم للنبوة والرسالة، وصلح بهم غيرهم، فنبذ بالعراء وهو محمود، ومن صبر أعظم من صبره كان أعظم أجراً من أجره، وأنت كذلك فأنت أشرف العاملين والعالمين...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

فامتثل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أمر ربه، فصبر لحكم ربه صبرًا لا يدركه فيه أحد من العالمين. فجعل الله له العاقبة {والعاقبة للمتقين} ولم يدرك أعداؤه فيه إلا ما يسوءهم...

التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :

- اجتباه: اختاره وقرّبه وتاب عليه أهداف القصص القرآنية والإشارة إلى صاحب الحوت هنا وردت في معرض التمثيل والتحذير والتثبيت حتى لا يضيق صدر النبي صلى الله عليه وسلم بموقف التكذيب واللجاج الذي وقفه قومه منه. وهذا ما استهدفته قصص الأنبياء في القرآن التي يلحظ أنها استهدفت ثلاثة أهداف:

الأول: تثبيت النبي عليه السلام ودعوته إلى التأسي كما هي في الآيات التي نحن في صددها وكما ذكر في آيات كثيرة.

والثاني: إنذار الكفار وتذكيرهم بما حل بمن سبقهم من الجاحدين المكذبين الصادين كما ذكر في آيات كثيرة.

والثالث: تطمين وتبشير المسلمين بما كان من عاقبة كل من المؤمنين والكفار من الأمم السابقة حيث أهلك الله الكفار ونصر ونجى المسلمين ودعوتهم إلى التأسي بما كان من صبر الأنبياء والمؤمنين السابقين وثباتهم على دين الله كما ذكر في آيات كثيرة ومجمل الأهداف الثلاثة هو العبرة والموعظة والتطمين والتسلية والتنديد والإنذار.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

وقد نستوحي من هذه الآية، أنّ على الداعية أن يصبر في موقفه الصعب في مواجهة التحديات، ليبقى في متابعةٍ دائمةٍ للواقع من حوله من خلال دراسة الظروف الموضوعية الضاغطة عليه أو على الناس الذين يريد هدايتهم، ليفسح المجال لظروف أخرى ملائمة في ما يمكن أن يختزنه المستقبل من متغيرات على صعيد حركة الواقع السلبية والإيجابية، وأن عليه أن لا يتعقد من النكسات أو بعض مواقف الفشل، ولا يثور بسرعة، بحجة الثأر لرسالة الله التي لا يطيق المؤمن الصبر على الإساءة إليها، لأن الإنسان لن يكون أكثر اهتماماً من الله برسالته، في ما يريد أن يأخذ به المتمردين من عقابه، فقد يأتيهم العذاب من حيث لا يحتسبون...