المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (90)

90- لقد بيَّنا لهم الحق علي لسان الرسل ، وإنهم لكاذبون في كل ما يخالف هذا الحق .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (90)

وبعد أن أثبت - سبحانه - أن البعث حق ، أتبع ذلك بإثبات وحدانيته ، وإبطال ما يعزمون له - تعالى - من الولد والشريك . فقال : { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ . . . } .

قوله - سبحانه - { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بالحق . . . } إضراب عن قول أولئك الكافرين { إِنْ هاذآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأولين } أى : ما كان ما أخبرناهم به من أن هناك بعثاً وحساباً ، أساطير بالأولين بل أخبرناهم وأتيناهم بالحق الثابت ، والوعد الصادق ، وإنهم لكاذبون فى دعواهم أن البعث غير واقع ، وأن مع الله - تعالى - آلهة أخرى ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجئهم بالحق الذى يريدونه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (90)

إضراب لإبطال أن يكونوا مسحورين ، أي بل ليس الأمر كما خيل إليهم . فالذي أتيناهم به الحق يعني القرآن . والباء للتعدية كما يقال : ذهب به أي أذهبه . وهذا كقوله آنفاً { بل أتيناهم بذكرهم } [ المؤمنون : 71 ] .

والعدول عن الخطاب من قوله { فأنى تسحرون } [ المؤمنون : 89 ] إلى الغيبة التفات لأنهم الموجه إليهم الكلام في هذه الجملة . والحق هنا : الصدق فلذلك قوبل بنسبتهم إلى الكذب فيما رموا به القرءان من قولهم { إن هذا إلا أساطير الأولين } [ المؤمنون : 83 ] وفي مقابلة الحق ب { كاذبون } محسن الطباق .

وتأكيد نسبتهم إلى الكذب ب ( إن ) واللام لتحقيق الخبر .

وقد سُلكت في ترتيب هذه الأدلة طريقة الترقي ؛ فابتدىء بالسؤال عن مالك الأرض ومن فيها لأنها أقرب العوالم لإدراك المخاطبين ، ثم ارتقي إلى الاستدلال بربوبية السماوات والعرش ، ثم ارتقي إلى ما هو أعم وأشمل وهو تصرفه المطلق في الأشياء كلها ولذلك اجتلبت فيه أداة العموم وهي ( كل ) .