جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (90)

القول في تأويل قوله تعالى : { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقّ وَإِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ * مَا اتّخَذَ اللّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لّذَهَبَ كُلّ إِلََهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ * عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ فَتَعَالَىَ عَمّا يُشْرِكُونَ } .

يقول : ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون بالله من أن الملائكة بناتُ الله وأن الاَلهة والأصنام آلهة دون الله . بَلْ أتَيْناهُمْ بالْحَقّ اليقين ، وهو الدين الذي ابتعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم ، وذلك الإسلام ، ولا يُعْبَد شيء سوى الله لأنه لا إله غيره . وإنّهُمْ لَكاذِبُونَ يقول : وإن المشركين لكاذبون فيما يضيفون إلى الله ويَنْحَلُونه من الولد والشريك .