المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

38 - كل نفس بما عملت مأخوذة إلا المسلمين الذين فكُّوا رقابهم بالطاعة .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

والاستثناء فى قوله { إِلاَّ أَصْحَابَ اليمين } استثناء متصل أى أن كل نفس مرهونة بعملها . . إلا أصحاب اليمين وهم المؤمنين الصادقون فإنهم مستقرون { فِي جَنَّاتٍ } عالية { يَتَسَآءَلُونَ . عَنِ المجرمين } أى : يسأل بعضهم بعضا عن أحوال المجرمين .

وهذا التساؤل إنما يكون قبل أن يروهم ، فإذا ما رأوهم سألوهم بقوله : { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

{ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ } فإنهم { فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ }

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

يقول تعالى ذكره : كلّ نفس مأمورة منهية بما عملت من معصية الله في الدنيا ، رهينة في جهنم إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ فإنهم غير مرتهنين ، ولكنهم فِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ عن المجرمين . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ يقول : مأخوذة بعملها .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ قال : غَلِقَ الناس كلهم إلا أصحاب اليمين .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ قال : لا يحاسبون .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ : أصحابُ اليمين لا يرتهنون بذنوبهم ، ولكن يغفرها الله لهم وقرأ قول الله : إلاّ عِبَادَ اللّهِ المُخْلَصِينَ قال : لا يؤاخذهم الله بسيىء أعمالهم ، ولكن يغفرها الله لهم ، ويتجاوز عنهم كما وعدهم .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ قال : كل نفس سبقت له كلمة العذاب يرتهنه الله في النار ، لا يرتهن الله أحدا من أهل الجنة ، ألم تسمع أنه قال : كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ يقول : ليسوا رهينة فِي جَنّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله إلاّ أصحَابَ اليَمينِ قال : إن كان أحدهم سبقت له كلمة العذاب جُعلَ منزله في النار يكون فيها رهنا ، وليس يرتهن أحد من أهل الجنة هم في جنات يتساءلون .

واختلف أهل التأويل في أصحاب اليمين الذين ذكرهم الله في هذا الموضع ، فقال بعضهم : هم أطفال المسلمين . ذكر من قال ذلك :

حدثني واصل بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن الأعمش ، عن عثمان ، عن زاذان ، عن عليّ رضي الله عنه في هذه الاَية : كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ قال : هم الولدان .

حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان ، عن عثمان أبي اليقظان ، عن زاذان أبي عمر عن عليّ رضي الله عنه في قوله كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ قال : أطفال المسلمين .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان ، عن زاذان أبي عمر ، عن عليّ رضي الله عنه إلاّ أصحَابَ اليَمِين قال : أولاد المسلمين .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي اليقظان ، عن زاذان ، عن عليّ رضي الله عنه إلاّ أصحَابَ اليَمِين قال : هم الولدان .

وقال آخرون : هم الملائكة . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، قال : هم الملائكة .

وإنما قال من قال : أصحاب اليمين في هذا الموضع : هم الولدان وأطفال المسلمين ومن قال : هم الملائكة ، لأن هؤلاء لم يكن لهم ذنوب ، وقالوا : لم يكونوا ليسألوا المجرمين ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ إلا أنهم لم يقترفوا في الدنيا مآثم ، ولو كانوا اقترفوها وعرفوها لم يكونوا ليسألوهم عما سلكهم في سقر ، لأن كلّ من دخل من بني آدم ممن بلغ حدّ التكليف ، ولزِمه فرض الأمر والنهي ، قد علم أن أحدا لا يعاقب إلا على المعصية .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

وقوله تعالى : { إلا أصحاب اليمين } استثناء ظاهر الانفصال ، وتقديره لكن أصحاب اليمين ، وذلك لأنهم لم يكتسبوا ما هم به مرتهنون ، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : { أصحاب اليمين } في هذه الآية ، أطفال المسلمين ، وقال ابن عباس : هم الملائكة ، وقال الضحاك : هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، وقال الحسن وابن كيسان : هم المسلمون المخلصون وليسوا بمرتهنين .