تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

التراث : الميراث .

أكلاً لمّا : شديداً .

إنّكم بعيدون عن عملِ الخير ، ومن جَشَعِكم تأكلون المالَ الموروث أكلاً شديدا ، لا تميّزون فيه بين الحلال والحرام .

قراءات :

قرأ أهل البصرة : ويأكلون التراث بالياء وقرأ الباقون بالتاء .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وتأكلون التراث } أي الميراث ، { أكلاً لماً } شديداً ليأكل نصيبه ونصيب غيره ، وذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان ، ويأكلون نصيبهم . قال ابن زيد : الأكل اللم : الذي يأكل كل شيء يجده ، لا يسأل عنه أحلال هو أم حرام ؟ ويأكل الذي له ولغيره ، يقال : لممت على الخوان إذا أتيت ما عليه فأكلته .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وتأكلون التراث } يعني ميراث اليتامى { أكلا لما } شديدا تجمعون المال كله في الأكل فلا تعطون اليتيم نصيبه

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

" وتأكلون التراث " أي ميراث اليتامى . وأصله الوراث من ورثت ، فأبدلوا الواو تاء ، كما قالوا في تجاه وتخمة وتكأة وتؤدة ونحو ذلك . وقد تقدم . " أكلا لما " أي شديدا . قاله السدي . قيل " لما " : جمعا من قولهم : لممت الطعام لما إذا أكلته جمعا . قاله الحسن وأبو عبيدة . وأصل اللم في كلام العرب : الجمع . يقال : لممت الشيء ألمه لما : إذا جمعته ، ومنه يقال : لم اللّه شعثه ، أي جمع ما تفرق من أموره . قال النابغة :

ولستَ بمُسْتَبِقٍ أخاً لا تَلُمُّهُ *** على شَعَثٍ أيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ

ومنه قولهم : إن دارك لَمُومَة ، أي تلم الناس وتربهم وتجمعهم . وقال المرناق{[16054]} الطائي يمدح علقمة ابن سيف :

لأَحَبَّني حُبَّ الصبي ولَمَّنِي{[16055]} *** لمَّ الهُدِيّ إلى الكريمِ الماجدِ

وقال الليث : اللم الجمع الشديد ، ومنه حجر ملموم ، وكتيبة ملمومة . فالآكل يلم الثريد ، فيجمعه لقما ثم يأكله . وقال مجاهد : يسفه سفا : وقال الحسن : يأكل نصيبه ونصيب غيره . قال الحطيئة :

إذا كان لَمًّا يُتْبِعِ الذَّمَّ ربَّه *** فلا قدّسَ الرَّحْمَنُ تلك الطواحِنَا

يعني أنهم يجمعون في أكلهم بين نصيبهم ونصيب غيرهم . وقال ابن زيد : هو أنه إذا أكل ماله ألم بمال غيره فأكله ، ولا يفكر : أكل من خبيث أو طيب . قال : وكان أهل الشرك لا يورثون النساء ولا الصبيان ، بل يأكلون ميراثهم مع ميراثهم ، وتراثهم مع تراثهم . وقيل : يأكلون ما جمعه الميت من الظلم وهو عالم بذلك ، فيَلُمُ في الأكل بين حرامه وحلاله . ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال سهلا ، مهلا ، من غير أن يعرق فيه جبينه ، فيسرف في إنفاقه ، ويأكله أكلا واسعا ، جامعا بين المشتهيات من الأطعمة والأشربة والفواكه ، كما يفعل الوُرَّاثُ البطالون .


[16054]:كذا في نسخ الأصل ومعجم الشعراء للمرزباني. قال المرزباني: "وأحسبه لقبا". وفي لسان العرب: "قال فدكى بن أعبد يمدح .. . ". وفي كتاب أشعار الحماسة: "وقال رجل من بهراء، واسمه فدكي يمدح .. . ".
[16055]:في اللسان والحماسة ومعجم الشعراء: "ورمني" بالراء يدل "ولمني" باللام، وعلى هذا لا شاهد فيه. وقوله "ورمني": أي أصلح حالي وشأني. و "الهدى": العروس تهدي إلى زوجها، فإذا زفت إليه تكلف أهلها في حسن تجهيزها، لئلا يعير أهل زوجها خللا وقع في أمرها.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

ولما دل على حب الدنيا بأمر خارجي ، دل عليه بأمر في الإنسان فقال تعالى : { ويأكلون } أي على سبيل التجديد والاستمرار { التراث } أي الميراث ، أصله وارث أبدلت الواو تاء ، وكأنه عبر عنه به دلالة على أخذ الظاهر الذي تشير إليه الواو ، والتفتيش عن الباطن المشار إليه بمخرج التاء تفتيشاً ربما أدى إلى أخذ بعض مال الغير : { أكلاً لمّاً * } أي ذا لمٍّ أي جمع وخلط بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يؤرثون النساء ولا الصبيان ويأكلون ما جمعه المؤرث وإن كانوا يعلمون أنه حرام ويقولون : لا يستحق المال إلا من يقاتل ويحمي الحوزة .