الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرۡدِينِ} (56)

فعند ذلك يقول : " تالله إن كدت لتردين " " إن " مخففة من الثقيلة دخلت على كاد كما تدخل على كان . ونحوه " إن كاد ليضلنا " [ الفرقان : 42 ] واللام هي الفارقة بينها وبين النافية . " ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين " في النار . وقال الكسائي : " لتردين " أي لتهلكني ، والردى الهلاك . وقال المبرد : لو قيل : " لتردين " لتوقعني في النار لكان جائزا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرۡدِينِ} (56)

ثم استأنف الإخبار عن مكافأته له بما كان من تقريعه وتوبيخه على التصديق بالآخرة بقوله : { قال } أي لقرينه ذلك .

ولما كان لا يقع في فكر أنه كان يلتفت إلى قوله هذا نوع التفاف لأنه ظاهر البطلان ، ولأن هذا القائل محكوم بأنه من أهل الجنة ، أكد قوله إشارة إلى أنه كان يؤثر فيه قوله في كثير من الأوقات بما يزينه به الشيطان وتحسنه النفوس بالشهوات ، والراحة من كلف الطاعات ، وساقه في أسلوب القسم تنبيهاً على التعجب من سلامته منه فقال : { تالله } وزاد التأكيد بعم ما علقه بالاسم الأعظم بالمخففة من المثقلة فقال : { إن كدت لتردين } أي إنك قاربت أن تهلكني وتجعلني في أردأ ما يكون من الأماكن ، وفي هذا التأكيد غاية الترغيب في الثبات لمن كان قريباً من التزلزل وفي المباعدة لقرناء السوء .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرۡدِينِ} (56)

قوله : { قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ } { تَاللَّهِ } ، قَسَم فيه معنى التعجب ، و { إن } مخففة من الثقيلة ، وهي تدخل على كاد كما تدخل على كان ، واللام فارقة بينها وبين إن النافية{[3954]} . وتردين من الإرداء وهو الإهلاك ؛ والردى معناه الهلاك ؛ أي يقول المؤمن وهو في الجنة للذي كان قرينه وهو في النار : واللهِ إن كدت لتهلكني لو أطعتك .


[3954]:الدر المصون ج 9 ص 313