الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ} (11)

قوله تعالى : " قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين " تقدم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ} (11)

{ وأمرت لأن أكون أول المسلمين } اللام هنا يجوز أن تكون زائدة أو للتعليل ويكون المفعول على هذا محذوف ، فإن قيل : كيف عطف أمرت على أمرت والمعنى واحد ؟ فالجواب أن الأول أمر بالعبادة والإخلاص والثاني أمر بالسبق إلى الإسلام فهما معنيان اثنان وكذلك قوله : { قل الله أعبد } ليس تكرارا لقوله : { أمرت أن أعبد الله } لأن الأول إخبار بأنه مأمور بالعبادة والثاني إخبار بأنه يفعل العبادة وقدم اسم الله تعالى للحصر واختصاص العبادة به وحده .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ} (11)

ولما كانت الأعين ناظرة إلى الأمر هل يفعل ما يأمر به ومقيدة بالرئيس لتأتسي به ، وكان أعظم الصابرين من جاهد نفسه حتى خلص أعمالها من الشوائب وحماها من الحظوظ والعوائق ، وصانها من الفتور والشواغل ، أمره بما يرغبهم في المجاهدة ، ويكشف لهم عن حلاوة الصبر ، بقوله : { قل } ولما كان الرئيس لقربه من الملك بحيث يظن أنه يسامحه في كثير مما يكلف به غيره أكد قوله : { إني أمرت } وبني الفعل لما لم يسم فاعله تعظيماً للأمر بأنه قطع ومضى بحيث لم يبق فيه مشوبة ، وأقام مقام الفاعل دليلاً على أنه العمدة للحث على لزومه قوله : { أن أعبد الله } أي الذي الخلق كلهم سواء بالنسبة إلى قبضته وعلوه وعظمته لأنه غني عن كل شيء { مخلصاً له الدين * } أي العبادة التي يرجى منه الجزاء عليها .