لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{وَنَجَّيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (18)

{ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُواْ } : منهم من نجَّاهم من غير أن رأوا الناس ؛ فعبروا القنطرة ولم يعلموا ، وقومٌ كالبرق الخاطف وهم أعلاهم ، وقومٌ كالراكض . . وهم أيضاً من الأكابر ، وقومٌ على الصراط يسقطون ويردُّهم الملائكة على الصراط . فبعد وبعد . . قومٌ بعدما دخلوا النار فمنهم من تأخذه إلى كعبيه ثم إلى ركبتيه ثم إلى حَقْوَيه ، فإذا ما بلغت النار القلب قال الحقُّ لها : لا تحرقي قلبه ؛ فإنه محترقٌ فيَّ . وقومٌ يخرجون من النار بعدما امْتُحِشوا فصاروا حُمَماً .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَنَجَّيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (18)

قوله : { وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } نجى اللهُ نبيه صالحا والذي آمنوا معه إذْ مَيَّزهم الله عن الكافرين الظالمين فلم يحل بهم ما حلَّ بالظالمين من عذاب ، وفي ذلك تحذير للظالمين من هذه الأمة ، وتخويف لهم مما يحتمل نزوله بهم كالذي نزل بالمشركين السابقين إذا لم يهتدوا ويذعنوا لله وحده بصدق الإيمان والإذعان{[4053]} .


[4053]:تفسير القرطبي ج 15 ص 348-349 وتفسير الطبري ج 24 ص 67-68