السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَنَجَّيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (18)

ولما أنهى الله تعالى الخبر عن الكافرين من الفريقين أتبعه الخبر عن مؤمنيهم بشارة لمن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، ونذارة لمن صد عنه فقال تعالى : { ونجينا } أي : تنجية عظيمة بما لنا من القدرة { الذين آمنوا } أي : أوجدوا هذا الوصف من الفريقين { وكانوا } أي : كوناً عظيماً { يتقون } أي : يتجدد لهم هذا الوصف في كل حركة وسكون فلا يقدمون على شيء بغير دليل ، فإن قيل : كيف يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم أن ينذر قومه مثل صاعقة عاد وثمود مع العلم بأن ذلك لا يقع في أمته ، وقد صرح تعالى بذلك فقال عز من قائل : { وما كان الله ليعذبهم } ( الأنفال : 33 ) .

وجاء في الحديث الصحيح «أن الله تعالى رفع عن هذه الأمة هذه الأنواع » ؟ أجيب : بأنهم لما عرفوا كونهم مشاركين لعاد وثمود في الكفر عرفوا كونهم مشاركين لعاد وثمود في استحقاق مثل تلك الصاعقة ، وأن السبب الموجب للعذاب واحد وربما يكون العذاب النازل من جنس ذلك العذاب وإن كان أقل درجة وهذا القدر يكفي في التخويف .