{ وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون( 17 )ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون( 18 ) }
ولما فصلت الآيتان قبل هاتين الآيتين شيئا من أنباء عاد لأنهم أسبق من ثمود زمانا بُين في هاتين بعض ما كان من قوم صالح ، فقد بيّن لهم رسولهم من هدى الله الذي بُعث به ، فاختاروا الضلالة وآثروها على اتباع الهدى .
و{ الهدى } هديان : يأتي بمعنى الإرشاد والدلالة فيقولون : فلان يهديني الطريق ، أي يدل عليه ويرشد إليه ؛ ويأتي بمعنى شَرْحُ الصدر للحق والخير ، وذلك لا يملكه إلا الله وحده : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء . . }{[4163]} ، فكأن المعنى -والله أعلم- دلَلْنا ثمود على الإيمان والإحسان ، فآثروا الطغيان على الطاعة والإذعان . فداهمتهم هلكة العذاب المذل المخزي بسبب استكبارهم وتجبرهم وكفرهم بربهم واستهزائهم بنبيهم ، وعقرهم الناقة التي جاءتهم لاختبارهم ، ونجّى الله رسوله صالحا والذين آمنوا معه بتقواهم وصدق يقينهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.