لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{فَٱلۡجَٰرِيَٰتِ يُسۡرٗا} (3)

قوله جل ذكره : { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ } .

والذارياتُ : أي الرياح الحاملات { وِقْراً } أي السحاب { فَالْجَارِياتِ } أي السفن . { فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } أي الملائكة . . . أقسم بربِّ هذه الأشياء وبقدرته عليها . وجواب القسم : { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ . . . } والإشارة في هذه الأشياء أن من جملة الرياح . الرياح الصيحية تحمل أنينَ المشتاقين إلى ساحات العزَّةِ فيأتي نسيمُ القربةِ إلى مَشَامِّ أسرارِ أهل المحبة . . . فعندئذٍ يجدون راحةً من غَلَبَات اللوعة ، وفي معناه أنشدوا :

وإني لأستهدي الرياحَ نسيمكم *** إذا أقبلَتْ من أرضكم بهبوب

وأسألُها حمْلَ السلام إليكمو *** فإنْ هي يوماً بَلَّغتْ . . فأجيبي

ومن السحاب ما يُمطر بعتاب الغيبة ، ويُؤْذن بهواجم النَّوى والفُرْقة . فإذا عَنَّ لهم من ذلك شيء أبصروا ذلك بنور بصائرهم ، فيأخذون في الابتهال ، والتضرُّع في السؤال استعاذةً منها . . . كما قالوا :

أقول- وقد رأيتُ لها سحاباً *** من الهجران مقبلة إلينا

وقد سحَّت عزاليها بِبَيْنٍ *** حوالينا الصدودُ ولا علينا

وكما قد يَحْملُ الملاَّحُ بعضَ الفقراء بلا أجرة طمعاً في سلامة السفينة - فهؤلاء يرْجُون أن يُحمَلُوا في فُلْكِ العناية في بحار القدرة عند تلاطم الأمواج حول السفينة . ومِنَ الملائكةِ مَنْ يتنزَّلُ لتفقد أهل الوصلة ، أو لتعزية أهل المصيبة ، أو لأنواعٍ من الأمور تتصل بأهل هذه القصة ، فهؤلاء القوم يسألونهم عن أحوالهم : هل عندهم خيرٌ عن فراقهم ووصالهم - كما قالوا :

بربِّكما يا صاحبيَّ قِفَا بيا *** أسائلكم عن حالهم وآسألانيا

{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ } : الحقُّ - سبحانه- وَعَدَ المطيعين بالجنة ، والتائبين بالرحمة ، والأولياءَ بالقربة ، والعارفين بالوصلة ، ووَعَدَ أرباب المصائب بقوله : { أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } [ البقرة : 156 ، 157 ] ، وهم يتصدون لاستبطاء حُسْنِ الميعاد - واللَّهُ رؤوفٌ بالعباد .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱلۡجَٰرِيَٰتِ يُسۡرٗا} (3)

فالجاريات يُسرا : السفن تجري في يسر على سطح الماء .

وبالسفن الجارية تمخرُ البحار .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَٱلۡجَٰرِيَٰتِ يُسۡرٗا} (3)

قال : { فالجاريات يسرا } ؟ قال ( رضي الله عنه ) : السفن .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱلۡجَٰرِيَٰتِ يُسۡرٗا} (3)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فالجاريات يسرا} يعني السفن مرت مرا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فالجارِياتِ يُسْرا يقول: فالسفن التي تجري في البحار سهلاً يسيرا...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

فيها قولان:

أحدهما: السفن تجري بالريح يسراً إلى حيث سيرت.

الثاني: أنه السحاب، وفي جريها يسراً على هذا القول وجهان:

أحدهما: إلى حيث يسيرها الله تعالى من البقاع والبلاد.

الثاني: هو سهولة تسييرها.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{فالجاريات يسرا} إشارة إلى الجامع من الماء، فإن من يجري السفن الثقيلة من تيار البحار إلى السواحل يقدر على نقل الأجزاء من البحر إلى البر...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

"فالْجَارِيَاتِ يُسْرًا" النجوم، التي تجري على وجه اليسر والسهولة، فتتزين بها السماوات، ويهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وينتفع بالاعتبار بها...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {الجاريات يُسْراً}: الرياح تجري بالسحاب بعد تراكمه وقد صار ثقيلاً بماء المطر، فالتقدير: فالجاري بذلك الوقر يُسراً.

ومعنى اليسر: اللِين والهُون، أي الجاريات جرياً ليّناً هيّناً شأن السير بالثقل.