التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَٱلۡجَٰرِيَٰتِ يُسۡرٗا} (3)

سورة الذاريات

قوله تعالى { والذاريات ذروًا فالحاملات وقراً فالجاريات يسراَ فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع والسماء ذات الحبك }

قال الضياء المقدسي : أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد ابن الفاخر القرشي ، وأبو عبد الله محمود بن أحمد بن عبد الرحمن ، وأبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفيان- بأصبهان- أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم- قراءة عليه- أنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد البقّال ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق ، أنا جدي أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ابن محمد بن جميل ، أنا أبو جعفر أحمد ابن منيع بن عبد الرحمن ، ثنا الحجاج بن محمد ، ثنا ابن جرجي ، ثنا أبو حرب بن أبي الأسود الديلي ، عن أبي الأسود ، وعن ابن جريج ، ورجل ، عن زاذان كذا قالا : بينا الناس ذات يوم عند علي ، إذ وقفوا منه نفسا طيبة . . . فقام عبد الله بن الكواء الأعور من بني بكر بن وائل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما { الذاريات ذروا } ؟ قال : الرياح . قال : فما { الحاملات وقرا } ؟ قال : السحاب . قال : فما { الجاريات يسرا } ؟ قال : السفن . قال : فما { المقسمات أمرا } ؟ قال : الملائكة . ولا تعد لمثل هذا ، ولا تسألني عن مهل هذا . قال : فما { السماء ذات الحبك } ؟ قال : دار الخلق الحسن . قال : فما السواد الذي في حرف القمر ؟ قال : أعمى يسأل عن عمياء ، ما العلم أردت بهذا ؟ ويحك سل تفقّها ولا تسأل تعنتا- أو قال- تعتها ، سل عما يعنيك ، ودع ما لا يعنيك . قال : فوالله إن ها ليعنيني . قال : إن الله يقول : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل } السواد الذي في حرف القمر .

قال : فما المجرّة ؟ قال : شرج السماء ، ومنها فُتحت أبواب السماء بماء منهمر زمن الغرق على قوم نوح . قال : فما قوس قزح ؟ قال : لا تقل قوس قزح ، فإن قزح الشيطان ولكنه القوس ، وهي أمانة من الغرق . قال : فكم بين السماء إلى الأرض ؟ قال : قدر دعوة عبد دعا الله ، لا أقول غير ذلك . قال : فكم ما بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس ، من حدّثك غير ذلك فقد كذب . قال : فمن الذين قال الله تعالى : { وأحلّوا قومهم دار البوار } ؟ قال : دعهم ، فقد كفيتهم . قال : فما ذو القرنين ؟ قال : رجل بعثه الله إلى قوم كفرة أهل الكتاب ، كان أوائلهم على حق فأشركوا بربهم ، وابتدعوا في دينهم فأحدثوا على أنفسهم ، فهم اليوم يجتهدون في الباطل ، يحسبون أنهم على حق ، ويجتهدون في الضلال ويحسبون أنهم على هدى ، فضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . قال : رفع صوته ، وقال : وما أهل النهروان غدا منهم ببعيد . قال : فقال ابن الكواء : والله لا أسأل سواك ولا أتبع غيرك . قال : فقال : إن كان الأمر إليك فافعل .

( المختارة 2/122- 126 ح 494 ) ، وأخرجه الحاكم من طريق أبي الطفيل قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام على المنبر فقال : سلوني قبل أن لا تسألوني ولا تسألوا بعدي مثلي فقام ابن الكواء . . . فذكر مختصرا . . . وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك 2/466- 467 ) ، وأخرجه المقدسي من طريق أبي الطفيل به ( المختارة 2/176 ح 556 ) ، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ( رقم 3980 ط قلعجي ) عن معمر عن وهب بن عبد الله بن أبي الطفيل قال شهدت عليا فذكره بدون تفسير والسماء ذات الحبك . وقال ابن كثير : وثبت أيضا من غير وجه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه صعد منبر الكوفة فقال : لا تسألوني عن آية . . . فذكره ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، في قوله { والذاريات } قال : الرياح .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { فالحاملات وقرا } قال السحاب تحمل المطر { فالجاريات يسرا } قال : السفن { فالمقسمات أمرا } قال : الملائكة ينزلها بأمره على من يشاء .