في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصۡرَفُونَ} (69)

56

وأمام نشأة الحياة البشرية . وفي ظل مشهد الحياة والموت . وحقيقة الإنشاء والإبداع . . يبدو الجدال في آيات الله مستغرباً مستنكراً ؛ ويبدو التكذيب بالرسل عجياً نكيراً . ومن ثم يواجهه بالتهديد المخيف في صورة مشهد من مشاهد القيامة العنيفة :

ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون ? الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون . إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ، في الحميم ثم في النار يسجرون . ثم قيل لهم : أين ما كنتم تشركون من دون الله ? قالوا : ضلوا عنا ، بل لم نكن ندعو من قبل شيئاً . كذلك يضل الله الكافرين . ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق ، وبما كنتم تمرحون . ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها . فبئس مثوى المتكبرين . .

إنه التعجيب من أمر الذين يجادلون في آيات الله ، في ظل استعراض هذه الآيات . مقدمة لبيان ما ينتظرهم هناك !

( ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون ? ) . .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصۡرَفُونَ} (69)

شرح الكلمات :

{ يجادلون في آيات الله } : أي في القرآن وما حواه من حجج وبراهين دالة على الحق هادية إليه .

{ أنى يصرفون } : أي كيف يصرفون عن الحق مع وضوح الأدلة وقوة البراهين .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في الدعوة إلى التوحيد وإلى الإِيمان بالبعث والجزاء ، وتقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقوله تعالى { ألم تر } أي يا محمد { إلى الذين يجادلون في آيات الله } القرآنية لإِبطالها وصرف الناس عن قبولها أو حملهم على إنكارها وتكذيبها والتكذيب بها وهذا تعجيب من حالهم . وقوله تعالى : { أنى يصرفون } أي كيف يصرفون عن الحق بعد ظهور أدلته .

الهداية :

من الهداية :

- التعجيب من حال المكذبين بآيات الله المجادلين فيها كيف يصرفون عن الحق بعد وضوح أدلته وقوة براهينه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصۡرَفُونَ} (69)

{ ألم تر إلى الذين يجادلون } يعني : كفار قريش وقيل : هم أهل الأهواء كالقدرية وغيرهم وهذا مردود بقوله : { الذين كذبوا بالكتاب } إلا إن جعلته منقطعا مما قبله وذلك بعيد .