{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ } تعجيب من أحوالهم الشنيعة وآرائهم الركيكة ، وتمهيد لما يعقبه من بيان تكذيبهم بكل القرآن ، وبسائر الكتب والشرائع ، وترتيب الوعيد على ذلك ، كما أن ما سبق من قوله تعالى { إن الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ } الخ بيان لابتناء جدالهم على مبنى فاسد لا يكاد يدخل تحت الوجود هو الأمنية الفارغة ، فلا تكرار فيه أي انظر إلى هؤلاء المكابرين المجادلين في آياته تعالى الواضحة ، الموجبة للإيمان بها الزاجرة عن الجدال فيها كيف يصرفون عنها مع تعاضد الدواعي إلى الإقبال عليها ؟ وانتفاء الصوارف عنها بالكلية ، وقيام الأدلة الدالة على صحتها ، وأنها في أنفسها موجبة للتوحيد قاله أبو السعود .
وقال النسفي ذكر الجدال في هذه السورة في ثلاثة مواضع ، فجاز أن يكون في ثلاث أقوام ، أو ثلاث أصناف ، وللتأكيد انتهى . قال ابن زيد هم المشركون بدليل قوله الآتي { الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا } قال القرطبي ، وقال أكثر المفسرين نزلت في القدرية ، قال ابن سيرين إن لم تكن هذه الآية نزلت في القدرية فلا أدري فيمن نزلت ، ويجاب عن هذا بأن الله سبحانه قد وصف هؤلاء بصفة تدل على غير ما قالوه فقال :{ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.