في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

فإذا نهض [ صلى الله عليه وسلم ] بهذا العبء فقد أدى ما عليه ، والناس بعد ذلك وشأنهم ؛ تختلف مسالكهم وتختلف مصائرهم ، ويفعل الله بهم ما يشاء وفق ما يستجيبون لهذه الذكرى :

سيذكر من يخشى ، ويتجنبها الأشقى ، الذي يصلى النار الكبرى ، ثم لا يموت فيها ولا يحيا . قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى . .

فذكر . . . وسينتفع بالذكرى ( من يخشى ) . . ذلك الذي يستشعر قلبه التقوى ، فيخشى غضب الله وعذابه . والقلب الحي يتوجس ويخشى ، مذ يعلم أن للوجود إلها خلق فسوى ، وقدر فهدى ، فلن يترك الناس سدى ، ولن يدعهم هملا ؛ وهو لا بد محاسبهم على الخير والشر ، ومجازيهم بالقسط والعدل . ومن ثم فهو يخشى . فإذا ذكر ذكر ، وإذا بصر أبصر ، وإذا وعظ اعتبر .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

{ سيذكر . . . } سينتفع بتذكيرك من في قلبه خشية من الله تعالى ، وخوف من عذابه ، وهم المؤمنون .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

ولما أمره بالتذكير لكل{[72892]} أحد ، قسم الناس له إلى قسمين : قسم يقبل العلاج{[72893]} ، وقسم لا يقبله ، إعلاماً بأنه سبحانه وتعالى عالم بكل من القسمين جملة وأفراداً على التعيين ولم يزل عالماً بذلك ، ولكنه لم يعين ابتلاء منه لعباده لتقوم له الحجة عليهم بما يتعارفونه بينهم وله الحجة البالغة ، فقال حاثاً على شكر الجوائح من العقل ونحوه والجوارح من القلب واللسان وغيرهما : { سيذكر } أي بوعد لا خلف فيه ولو على أخفى وجوه{[72894]} التذكير - بما أشار إليه الإدغام { من يخشى } أي في جبلته{[72895]} نوع خشية ، وهو السعيد لما قدر له في نفسه من السعادة العظمى لقبول الحنيفية السمحة فيذكر ما يعلم منها في نفسه فيتعظ ، فإن الخشية حاملة-{[72896]} على كل خير فيتنعم بقلبه وقالبه في الجنة العليا ويحيى فيها {[72897]}حياة طيبة{[72898]} من غير سقم ولا توى ، دائماً بلا آخر وانتهاء .


[72892]:من م، وفي الأصل و ظ: بكل.
[72893]:من م، وفي الأصل و ظ: الصلاح.
[72894]:من ظ و م، وفي الأصل: وجه.
[72895]:من ظ و م، وفي الأصل:جملة.
[72896]:زيد من ظ و م.
[72897]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72898]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.