السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

ثم بين تعالى من تنفعه الذكرى بقوله سبحانه : { سيذكر } أي : بوعد لا خلف فيه { من يخشى } أي : يخاف الله تعالى فهي كآية { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } [ ق : 45 ] وإن كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يجب عليه تذكيرهم نفعتهم الذكرى أم لم تنفعهم . وقال ابن عباس : نزلت في ابن أمّ مكتوم . وقيل : في عثمان بن عفان . قال الماوردي : وقد تذكر من يرجوه إلا أن تذكر الخاشع أبلغ فلذلك علقها بالخشية دون الرجاء . وقال القشيري : المعنى : عمم أنت بالتذكير والوعظ وإن كان الوعظ إنما ينفع من يخشى ، ولكن يحصل لك ثواب الدعاء . فإن قيل : التذكير إنما يكون بشيء قد علم ، وهؤلاء لم يزالوا كفاراً معاندين أجيب : بأنّ ذلك لظهوره وقوّة دليله ، كأنه معلوم لكنه يزول بسبب التقليد والفساد .

تنبيه : السين في قوله تعالى : { سيذكر } يحتمل أن تكون بمعنى سوف ، وسوف من الله تعالى واجب كقوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى } ويحتمل أن يكون المعنى : أنّ من خشي فإنه يتذكر وإن كان بعد حين بما يستعمله من التدبر والنظر .