غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

1

ثم إنه تعالى بين أن المنتفع بالتذكير من هو فقال { سيذكر من يخشى } قال في التفسير الكبير : إن الناس في أمر المعاد ثلاثة أقسام : القاطع بصحته ، والمتردد فيه ، والجاحد له . والفريقان الأوّلان ينتفعان بالتذكير والتخويف ، وكثير من المعاندين إنما يجحدون باللسان فقط ، فتبين أن أكثر الخلق ينتفعون بالوعظ والمعرض نادر وترك الخير الكثير لأجل الشر القليل شر كثير فلهذا وجب تعميم التذكير . قلت : هذا خلاف القرآن حيث قال { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } [ يوسف :103 ] وقال { وقليل من عبادي الشكور } [ سبأ :13 ]

{ ولا تجد أكثرهم شاكرين } [ الأعراف :17 ] وخلاف الحديث حيث قال صلى الله عليه وسلم في بعث النار " من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون " وخلاف المعقول فإنه لو سلم أن قسمين من الأقسام الثلاثة ينتفعان بالتذكير وينضم إليه من القسم الثالث بعض آخر فقد لا يلزم أن يكون الثاني أقل من المجموع المفروض لجواز اختلاف الأقسام ، بل السبب في تعميم التذكير انتفاع المنتفعين به وهم أهل الخشية أعني العلماء بالله وإلزام الحجة لغيرهم . والسين في { سيذكر } إما لمجرّد الإطماع فإن " سوف " من الله واجب ، وإما لأن التذكير متراخ عن التذكير غالباً لتخلل زمان النظر والتأمل بينهما غالباً . قيل : نزلت الآية في عثمان بن عفان . وقيل : في أبن أم مكتوم .

/خ19