في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

. . إنكم لا تدركون معنى الابتلاء . فلا تحاولون النجاح فيه ، بإكرام اليتيم والتواصي على إطعام المسكين ، بل أنتم - على العكس - تأكلون الميراث أكلا شرها جشعا ؛

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وتأكلون التراث } أي المال الموروث{ أكلا لما } أي شديدا لا تتركون منه شيئا ، لا فرق بين حلال وحرام ، ولا بين ما يحمد ومالا يحمد . والمراد : أنكم تجمعون في أكلكم بين نصيبكم من الميراث ونصيب غيركم . وكانوا لا يورثون الصغار والنساء . { حبا جما } كثيرا مع حرص وشره . يقال : جم الماء في الحوض ، إذا كثر واجتمع ؛ ومنه الجموم للبئر الكثيرة الماء .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ } أي : المال المخلف { أَكْلًا لَمًّا } أي : ذريعًا ، لا تبقون على شيء منه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وتأكلون التراث } أي الميراث ، { أكلاً لماً } شديداً ليأكل نصيبه ونصيب غيره ، وذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان ، ويأكلون نصيبهم . قال ابن زيد : الأكل اللم : الذي يأكل كل شيء يجده ، لا يسأل عنه أحلال هو أم حرام ؟ ويأكل الذي له ولغيره ، يقال : لممت على الخوان إذا أتيت ما عليه فأكلته .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني تأكلون الميراث أكلا شديدا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وتأكلون أيها الناس الميراث "أكلاً لمّا" ، يعني : أكلاً شديدا ، لا تتركون منه شيئا ، وهو من قولهم : لممت ما على الخِوان أجمع ، فأنا ألمه لمّا : إذا أكلت ما عليه ، فأتيت على جميعه . .. عن الحسن ، في قوله : "وَتأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا" قال : نصيبه ونصيب صاحبه . ... عن مجاهد قوله : "أكْلاً لَمّا" قال : اللمّ : السفّ ، سفّ كل شيء . ... قال ابن زيد ، في قول الله : "وتَأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا" قال : الأكل اللمّ : الذي يأكل كلّ شيء يجده ولا يسأل ، فأكل الذي له ، والذي لصاحبه . كانوا لا يُوَرّثون النساء ، ولا يورّثون الصغار ، وقرأ : "يَسْتَفْتُونَكَ فِي النّساءِ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنّ وَما يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الكِتابِ في يَتامَى النّساءِ اللاّتِي لا تُؤْتُونَهُنّ ما كُتِبَ لَهُنّ وتَرْغَبُونَ أنْ تَنْكِحُوهُنّ والمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ" : أي لا تورّثونهنّ أيضا أكْلاً لَمّا يأكل ميراثه ، وكلّ شيء لا يسأل عنه ، ولا يدري أحلال أو حرام . ... عن سالم ، قال : قد سمعت بكر بن عبد الله يقول في هذه الآية : "وَتأكُلُونَ التّرَاثَ أكْلاً لَمّا" قال : اللمّ : الاعتداء في المِيراث ، يأكل ميراثه وميراث غيره . ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فاللم: الجمع ؛ يقال : لمّ المال أي جمع ، فكأنه يقول : يجمعون ما لم يرثوه بأنفسهم ، وذلك نصيب الأيتام إلى ما يرثون من أنصبائهم ، فيأكلونه ...

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

تجمعون المال كله في الأكل فلا تعطون اليتيم نصيبه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

إنكم لا تدركون معنى الابتلاء . فلا تحاولون النجاح فيه ، بإكرام اليتيم والتواصي على إطعام المسكين ، بل أنتم - على العكس - تأكلون الميراث أكلا شرها جشعا ؛ ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و { التراث } : المال الموروث ، أي الذي يُخلفه الرجل بعد موته لوارثه...

والأكل : مستعار للانتفاع بالشيء انتفاعاً لا يُبقي منه شيئاً . وأحسب أن هذه الاستعارة من مبتكرات القرآن إذ لم أقف على مثلها في كلام العرب .

وتعريف التراث عوض عن المضاف إليه ، أي تراث اليتامى، وكذلك كان أهل الجاهلية يمنعون النساء والصبيان من أموال مورثيهم .

وأشعر قوله : { تأكلون } بأن المراد التراث الذي لا حق لهم فيه ، ومنه يظهر وجه إيثار لفظ التُراث دون أن يقال : وتأكلون المال لأن التراث مال ماتَ صاحبه وأكْلُه يقتضي أن يستحق ذلك المال عاجز عن الذب عن ماله لصغرٍ أو أنوثة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

{ وتأكلون التراث } يعني ميراث اليتامى { أكلا لما } شديدا تجمعون المال كله في الأكل فلا تعطون اليتيم نصيبه

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

" وتأكلون التراث " أي ميراث اليتامى . وأصله الوراث من ورثت ، فأبدلوا الواو تاء ، كما قالوا في تجاه وتخمة وتكأة وتؤدة ونحو ذلك . وقد تقدم . " أكلا لما " أي شديدا . قاله السدي . قيل " لما " : جمعا من قولهم : لممت الطعام لما إذا أكلته جمعا . قاله الحسن وأبو عبيدة . وأصل اللم في كلام العرب : الجمع . يقال : لممت الشيء ألمه لما : إذا جمعته ، ومنه يقال : لم اللّه شعثه ، أي جمع ما تفرق من أموره . قال النابغة :

ولستَ بمُسْتَبِقٍ أخاً لا تَلُمُّهُ *** على شَعَثٍ أيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ

ومنه قولهم : إن دارك لَمُومَة ، أي تلم الناس وتربهم وتجمعهم . وقال المرناق{[16054]} الطائي يمدح علقمة ابن سيف :

لأَحَبَّني حُبَّ الصبي ولَمَّنِي{[16055]} *** لمَّ الهُدِيّ إلى الكريمِ الماجدِ

وقال الليث : اللم الجمع الشديد ، ومنه حجر ملموم ، وكتيبة ملمومة . فالآكل يلم الثريد ، فيجمعه لقما ثم يأكله . وقال مجاهد : يسفه سفا : وقال الحسن : يأكل نصيبه ونصيب غيره . قال الحطيئة :

إذا كان لَمًّا يُتْبِعِ الذَّمَّ ربَّه *** فلا قدّسَ الرَّحْمَنُ تلك الطواحِنَا

يعني أنهم يجمعون في أكلهم بين نصيبهم ونصيب غيرهم . وقال ابن زيد : هو أنه إذا أكل ماله ألم بمال غيره فأكله ، ولا يفكر : أكل من خبيث أو طيب . قال : وكان أهل الشرك لا يورثون النساء ولا الصبيان ، بل يأكلون ميراثهم مع ميراثهم ، وتراثهم مع تراثهم . وقيل : يأكلون ما جمعه الميت من الظلم وهو عالم بذلك ، فيَلُمُ في الأكل بين حرامه وحلاله . ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال سهلا ، مهلا ، من غير أن يعرق فيه جبينه ، فيسرف في إنفاقه ، ويأكله أكلا واسعا ، جامعا بين المشتهيات من الأطعمة والأشربة والفواكه ، كما يفعل الوُرَّاثُ البطالون .


[16054]:كذا في نسخ الأصل ومعجم الشعراء للمرزباني. قال المرزباني: "وأحسبه لقبا". وفي لسان العرب: "قال فدكى بن أعبد يمدح .. . ". وفي كتاب أشعار الحماسة: "وقال رجل من بهراء، واسمه فدكي يمدح .. . ".
[16055]:في اللسان والحماسة ومعجم الشعراء: "ورمني" بالراء يدل "ولمني" باللام، وعلى هذا لا شاهد فيه. وقوله "ورمني": أي أصلح حالي وشأني. و "الهدى": العروس تهدي إلى زوجها، فإذا زفت إليه تكلف أهلها في حسن تجهيزها، لئلا يعير أهل زوجها خللا وقع في أمرها.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا} (19)

ولما دل على حب الدنيا بأمر خارجي ، دل عليه بأمر في الإنسان فقال تعالى : { ويأكلون } أي على سبيل التجديد والاستمرار { التراث } أي الميراث ، أصله وارث أبدلت الواو تاء ، وكأنه عبر عنه به دلالة على أخذ الظاهر الذي تشير إليه الواو ، والتفتيش عن الباطن المشار إليه بمخرج التاء تفتيشاً ربما أدى إلى أخذ بعض مال الغير : { أكلاً لمّاً * } أي ذا لمٍّ أي جمع وخلط بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يؤرثون النساء ولا الصبيان ويأكلون ما جمعه المؤرث وإن كانوا يعلمون أنه حرام ويقولون : لا يستحق المال إلا من يقاتل ويحمي الحوزة .