في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

هنا - في مواجهة هذا المشهد - يعقب السياق القرآني بحقيقة ما هو كائن :

( فإنما هي زجرة واحدة . فإذا هم بالساهرة ) . .

والزجرة : هي الصيحة . ولكنها تقال هنا بهذا اللفظ العنيف تنسيقا لجو المشهد مع مشاهد السورة جميعا .

والساهرة هي الأرض البيضاء اللامعة . وهي أرض المحشر ، التي لا ندري نحن أين تكون . والخبر عنها لا نعرفه إلا من الخبر الصادق نتلقاه ، فلا نزيد عليه شيئا غير موثوق به ولا مضمون !

وهذه الزجرة الواحدة يغلب - بالاستناد إلى النصوص الأخرى - أنها النفخة الثانية . نفخة البعث والحشر . والتعبير عنها فيه سرعة . وهي ذاتها توحي بالسرعة . وإيقاع السورة كلها فيه هذا اللون من الإسراع والإيجاف . والقلوب الواجفة تأخذ صفتها هذه من سرعة النبض ، فالتناسق ملحوظ في كل حركة وفي كل لمحة ، وفي كل ظل في السياق !

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

{ فإنما هي زجرة واحدة } أي لا تحسبوا هذه الكرة صعبة على الله ! فإنما هي حاصلة بصيحة واحدة وهي النفخة الثانية ، وهي أهون شيء ؛ من قولهم : زجر البعير – من باب نصر – إذا صاح عليه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

قال الله في بيان سهولة هذا الأمر عليه : { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } ينفخ فيها في الصور .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

ولما كان التقدير : نعم والله لتردن يا هؤلاء ، إنما هذا الذي تقولونه كله استبعاد منكم كما أنكم مقرون بسهولته لو عقلتم ، أما من جهة القدرة فلأن الابتداء أصعب من الإعادة وأنتم مقرون بالابتداء ولأن الاستبعاد إن كان من جهة وقوع الظن بأن من{[71375]} صار تراباً يصير عوده محالاً من جهة تعذر تمييز ترابه من تراب غيره ، فتمييز{[71376]} النازع والناشط من الملائكة للروح من الجسد أصعب من ذلك بكثير ، وكذا غير هذا مما تدبره الملائكة من الأمور ، فكيف يصعب على ربهم سبحانه شيء يسهل مثله عليهم ، وأما من جهة العوائد فإن أحداً لا يدع رعية له بغير حساب أصلاً ، وأما من جهة الوعد فقد تقدم به ، وليس من شيم الكرام فضلاً عن الملوك إخلاف الوعد ولا إقرار الظلم فلا تكذبوا بها ولا تستصعبوها ، قال مسبباً عن هذا المقدر مهدداً لأصحاب الشبهة المقلدين : { فإنما هي } أي القيامة { زجرة * } أي صيحة بانتهار تتضمن الأمر بالقيام والسوق إلى المحشر والمنع من التخلف { واحدة * } عبر بالزجر وهو أشد من النهي لأنه يكون للعرض لأنها صيحة لا يتخلف عنها القيام أصلاً ، فكان كأن لسان الحال قال عن تلك الصيحة : أيها الأجساد{[71377]} البالية ! انتهي عن الرقاد ، وقومي إلى الميعاد ، بما حكمنا به من المعاد ، فقد انتهى زمان الحصاد ، وآن أوان{[71378]} الاجتناء لما قدم من الزاد ، فيا ويل من ليس له زاد !


[71375]:زيد من ظ و م.
[71376]:من م، وفي الأصل و ظ: فيتميز.
[71377]:من م، وفي الأصل و ظ: الأجسام.
[71378]:زيد من ظ.