في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

( حم . والكتاب المبين . إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين . رحمة من ربك إنه هو السميع العليم . رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين . لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين ) . .

تبدأ السورة بالحرفين حا . ميم . على سبيل القسم بهما وبالكتاب المبين المؤلف من جنسهما . وقد تكرر الحديث عن الأحرف المقطعة في أوائل السور ؛ فأما عن القسم بهذه الأحرف كالقسم بالكتاب ، فإن كل حرف معجزة حقيقية أو آية من آيات الله في تركيب الإنسان ، وإقداره على النطق ، وترتيب مخارج حروفه ، والرمز بين اسم الحرف وصوته ، ومقدرة الإنسان على تحصيل المعرفة من ورائه . . وكلها حقائق عظيمة تكبر في القلب كلما تدبرها مجرداً من وقع الألفة والعادة الذي يذهب بكل جديد !

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

{ والكتاب المبين } أقسم الله بالقرآن المبين ؛ إعلاما ببلوغه غاية العظمة ورفعه القدر .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

هذا قسم بالقرآن على القرآن ، فأقسم بالكتاب المبين لكل ما يحتاج إلى بيانه

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{والكتاب المبين}، يعني البيّن ما فيه...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{حم * وَالكِتَابِ المُبِينِ} يعني والقرآن المبين.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

المراد بالكتاب القرآن وجره بأنه قسم. وقال قوم: تقديره ورب الكتاب المبين، وإنما أقسم به لينبئ عن تعظيمه. لأن القسم يؤكد الخبر بذكر المعظم منعقدا بما يوجب أنه حق كما أن تعظيمه حق. وإنما وصف بأنه مبين وهو بيان مبالغة في وصفه بأنه بمنزلة الناطق بالحكم الذي فيه، من غير أن يحتاج إلى استخراج الحكم من مبين غيره؛ لأنه يكون من البيان ما لا يقوم بنفسه دون مبين حتى يظهر المعنى فيه...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{المبين} يحتمل أن يكون من الفعل المتعدي، أي يبين الهدى والشرع ونحوه، ويحتمل أن يكون من غير المتعدي، أي هو مبين في نفسه...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{والكتاب} [أي-] الجامع لكل خير {المبين *} الموضح لما تقدم من دقيق البشارة لأهل الصفاء والبصارة، واضح النذارة بصريح العبارة، وغير ذلك من كل ما يراد منه...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

هذا قسم بالقرآن على القرآن، فأقسم بالكتاب المبين لكل ما يحتاج إلى بيانه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

نوه بشأن القرآن بطريقة الكناية عنه؛ بذكر فضل الوقت الذي ابتدئ إنزاله فيه، فتعريف {الكتاب} تعريف العهد.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} الواو للقسم ويتعلق بالكتاب الذي أنزله الله ليوضح للناس حقائق العقيدة والحياة، وليبيّن لهم المنهج الإلهي الذي يحرِّك قدرات الإنسان وإمكاناته، نحو الوجهة التي تجعل منه عنصراً خيّراً صالحاً في كل مواقعه وعلاقاته وقضاياه..

وإذا كان الله يقسم بالكتاب المبين، فلا بد من أن يكون هذا الكتاب متضمناً للعظمة في معناه، ما يدعو الناس إلى الانفتاح عليه وتدبره في وعي فكري وروحي يدفعهم إلى خط الاستقامة في الشريعة التي أراد الله أن تكون برنامج الإنسان في كل تفاصيل الحياة.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

إن جعلت " حم " جواب القسم تم الكلام عند قوله : " المبين " ثم تبتدئ " إنا أنزلناه " . وإن جعلت " إنا كنا منذرين " جواب القسم الذي هو " الكتاب " وقفت على " منذرين " وابتدأت " فيها يفرق كل أمر حكيم " . وقيل : الجواب " إنا أنزلناه " ، وأنكره بعض النحويين من حيث كان صفة للمقسم به ، ولا تكون صفة المقسم به جوابا للقسم ، والهاء في " أنزلناه " للقرآن . ومن قال : أقسم بسائر الكتب فقوله : " إنا أنزلناه " كنى به عن غير القرآن ، على ما تقدم بيانه في أول " الزخرف " {[13712]} والليلة المباركة ليلة القدر . ويقال : ليلة النصف من شعبان ، ولها أربعة أسماء الليلة المباركة ، وليلة البراءة ، وليلة الصك ، وليلة القدر . ووصفها بالبركة لما ينزل الله فيها على عباده من البركات والخيرات والثواب . وروى قتادة عن واثلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وأنزلت الزبور لاثنتي عشرة من رمضان وأنزل الإنجيل لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين مضت من رمضان ) . ثم قيل : أنزل القرآن كله إلى السماء الدنيا في هذه الليلة . ثم أنزل نجما نجما في سائر الأيام على حسب اتفاق الأسباب . وقيل : كان ينزل في كل ليلة القدر ما ينزل في سائر السنة . وقيل : كان ابتداء الإنزال في هذه الليلة . وقال عكرمة : الليلة المباركة ها هنا ليلة النصف من شعبان . والأول أصح لقوله تعالى : " إنا أنزلناه في ليلة القدر " [ القدر : 1 ] . قال قتادة وابن زيد : أنزل الله القرآن كله في ليلة القدر من أم الكتاب إلى بيت العزة في سماء الدنيا ، ثم أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في الليالي والأيام في ثلاث وعشرين سنة . وهذا المعنى قد مضى في " البقرة " {[13713]} عند قوله تعالى : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " [ البقرة : 185 ] ، ويأتي آنفا إن شاء الله تعالى .


[13712]:راجع ص 61 من هذا الجزء.
[13713]:آية 185 راجع ج 2 ص 290 طبعة ثانية.

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

{ والكتاب المبين } ذكر في الزخرف وهو قسم جوابه إنا أنزلناه ، وقيل : إنا كنا منذرين وهو بعيد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

فقال : { والكتاب } [ أي-{[57206]} ] الجامع لكل خير { المبين * } أي البين في نفسه ، الموضح لما تقدم من دقيق البشارة{[57207]} لأهل الصفاء والبصارة ، واضح{[57208]} النذارة بصريح العبارة ، وغير ذلك من كل ما يراد منه ،


[57206]:زيد من مد.
[57207]:من مد، وفي الأصل: البصارة
[57208]:من مد، وفي الأصل: أوضح.